نام کتاب : حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف نویسنده : جليل تاري جلد : 1 صفحه : 58
بعض الروايات [١] من تأخير النبي إبلاغ الوحي لا يعني تقصيره في إبلاغ ما أمره الله به ، وكما يقول الشيخ المفيد حول هذا الأمر أيضاً : كان قد تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له ، فأخّره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه ، وعندما وصلوا غدير خمٍّ نزلت آية التبليغ [٢].
إنّ قضية نزول الوحي على النبي سابقاً وإيكال إبلاغ ذلك إلى وقتٍ مناسبٍ يمكن فهمها بوضوحٍ من آية التبليغ نفسها ؛ وذلك لأن الآية تقول : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ) ثم تهدّد (وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)[٣] , إذن لابد من نزول شيء على النبي يتطلب أن تقول الآية : (بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ). ويتراءَىٰ من التهديد في الآية أنّ النبي أجّل ذلك إلىٰ وقتٍ آخر لأسبابٍ ودوافع ، وتقول الآية أيضاً : (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).
إنّ التدقيق في الآية وطريقة النبي في إبلاغ الوحي يدعوان إلى هذا السؤال : ماذا كان يجري في المجتمع الإسلامي آنذاك ؟ وما هو الوضع الحاكم بين المسلمين ، والذي كان يفرض تأخير إبلاغ الوحي من قبل النبي ؟