منها : تبديلها عند خروج الناس من قبور هم يوم القيامة بما يمكن أكله كالخبز النقي يأكلون منها حتى يفرغوا من الحساب.
ومنها : صيرورتها كما دحيت أوّل مرة ، ليس عليها جبال ولا نبات. وقد دلّت على هذا عدة من الروايات أوردها في تفسير البرهان ونور الثقلين.
ومنها : تبديلها بأرض اخرى يخلقها بعد استقرار أهل الجنة في الجنان ، وأهل النار في النيران ، ويخلق عليها خلقا آخر.
دلّت عليه رواية محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : لقد خلق الله عزّ وجلّ في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين ، ليس هم من ولد آدم ، خلقهم من أديم الأرض ، فأسكنهم فيها واحدا بعد واحد مع عالمه ، ثمّ خلق الله عزّ وجلّ آدم أبا البشر وخلق ذرّيّته منه. ولا والله ما خلت الجنّة من أرواح المؤمنين منذ خلقها ، ولا خلت النار من أرواح الكفّار والعصاة منذ خلقها عزّ وجلّ. لعلّكم ترون أنّه إذا كان يوم القيامة وصيّر الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنّة ، وصيّر أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار أنّ الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحّدونه ويعظّمونه ، بلى والله ليخلقنّ خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحّدونه ويعظّمونه ، ويخلق لهم أرضا تحملهم ، وسماء تظلّهم ، أليس الله عزّ وجلّ يقول : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) ، وقد قال الله عزّ وجلّ : ( أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ )[٢].
أقول : وأمّا تبديل الأرض بالصورة الجسميّة المصطلحة ـ أي الصورة المجرّدة عن المادّة كما عن بعض ـ فليس عليه دليل ، بل صريح بعض الروايات المتقدّمة خلافه.