وعن بعضهم في ذيل كلام المحدّث المذكور : وتحقيق المقام يقتضي ما ذهب إليه. فإن قلت : قد عزلت العقل عن الحكم في الاصول والفروع ، فهل يبقى له حكم في مسألة من المسائل؟ قلت : أما البديهيّات فهي له وحده ، وأما النظريّات فإن وافقها النقل وحكم بحكمها قدّم حكمه على النقل وحده. وأمّا لو تعارض هو والنقلي فلا شك عندنا في ترجيح النقل وعدم الالتفات إلى ما حكم به العقل [١].
الجواب عن مقالتهم بذكر بعض الآيات والأحاديث
أقول : كيف تتلاءم هذه التعابير مع ما ورد في القرآن الكريم في شأن العقل وأولي الألباب المفسّرة بأولي العقول ، من حثّ الناس على التعقل ، والإنكار على ترك التعقّل ، وذمّه بقوله تعالى : ( أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ )[٢]. والتوعيد بقوله : ( وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ )[٣].
وما عن رسول الله 9 : استرشدوا العقل ترشدوا ، ولا تعصوه فتندموا [٤].
وعنه 9 : إنّما يدرك الخير كلّه بالعقل ، ولا دين لمن لا عقل له [٥].
وعن الصادق 7 : حجة الله على العباد النبيّ ، والحجّة فيما بين العباد وبين الله العقل [٦].