الحمد لله الذي خلق الأشياء من العدم ، وعلّم الإنسان ما لم يعلم ، وصلّى الله على محمّد عبده ونبيّه ، وبشيره ونذيره ، خيرة العرب والعجم ، وعلى آله الطيّبين الطاهرين ، سادات الكرم ، وأرباب النِعم.
أمّا بعد : انّ خلق الإنسان من أعظم بدائع الله وصنائعه ، حيث أثنى على نفسه بذلك وقال في كتابه العزيز : ( فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )[١] ، فلم يبارك نفسه إلّا لما كان يرى في هذا الموجود العجيب من الدرر المكنونة ، والمعارف المخزونة ، والأسرار الإلهيّة.
ووصف الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام الإنسان في مقطوعة شعريّة قائلاً :