وأنّها من صفات الأفعال وذهب إليه شيخنا الكليني وقد عنون بابا في أصول الكافي في زيادة الإرادة على الذات.
ومنها : تعيين أوّل الواجبات ، فذهب الأكثر إلى أنّه معرفة الله تعالى ؛ إذ هي أصل العقايد والمعارف الدّينيّة وعليه يتفرّع كل واجب من الواجبات الشرعيّة. وذهب بعضهم إلى أنّ أوّل الواجبات هو النّظر فيها ؛ لأنّه واجب إتفاقا وهو قبلها وهو مذهب المعتزلة ، والأوّل مذهب الاشاعرة.
وقيل : هو أوّل جزء من النظر ؛ لأنّ وجوب الكلّ يستلزم وجوب أجزائه فاوّل جزء من النظر واجب ومقدّم على النظر المقدّم على المعرفة. واختار ابن الحاجب وامام الحرمين : أنّه القصد إلى النظر ؛ لأنّ النظر فعل أختياري مسبوق بالقصد المقدّم على أوّل أجزاءه.
قال بعض المحقّقين : « وهذا النّزاع لفظي اذ لو أريد الواجب بالقصد الأوّل ، أي : أريد أوّل الواجبات المقصودة أوّلا وبالذات فهو المعرفة إتّفاقا ، وان أريد الواجب مطلقا فالقصد إلى النظر ، لأنّه مقدّمة للنظر الواجب مطلقا ، فيكون واجبا أيضا » [١].
والحاصل : أنّهم أقاموا الأدلّة العقليّة على أنّ أوّل الواجبات هو المعرفة بالله تعالى وعليه أكثر المحقّقين من الإماميّة.
وأمّا الأخبار فقد إستفاضت ، بل تواترت بأنّ معرفة الله تعالى المجملة ـ وهي أنّه خالق للعالم وأنّه قادر حكيم ونحوها ـ من الأمور الفطريّة التي وقعت في