نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 91
قال الله تعالى : (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) ، [١] وقال أيضاً : (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) ، [٢] وقال أيضاً : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ) ، [٣] وغيرها من الآيات الکريمة المتعلقة ببدء الخلقة.
في الوقت الذي تشير فيه هذه الآيات إلى توجيه نظر السامع إلى جريان قدرة الله سبحانه وتعالى وعدم محدوديتها ، فإنها أيضاً تشير إلى مسألة عدم استحالة المعاد الجسماني ، بل جعلت إمکانه من المسائل البديهية ، بناءً على أساس قياس الأولوية ، الذي غبر عنه بقوله ( أهون عليه ) ، فإنَّ القادر بدأ الشيء وتکوينه من لا شيء فهو أقدر على إعادته من شيءٍ ، خصوصاً وأنّ المقتضي موجود وعدم المانع وحضور العلة التامة.
فجملة هذه الآيات ، والآيات الأخرى التي نزلت في بيان هذا الأمر ، لم تکن بمعنى الدليل الذي يفهمه الخاصة من الناس ، بل کانت في الواقع بمثابة المنبهات والموقظات للغارقين في نوم الغفلة ؛ باعتبار أنّ الأمر ينکشف للإنسان بأقل تأمل وتدبر.
وقد استفاد جمع من المفسرين ، من کلمة « يبدأ » و « يعيد » ، معنى الدوام والاستمرار في إنشاء لخلق جديد وإعادة مستمرة له ، بعبارة أخرى : إنّ عالم الوجود الخارجي عبارة حياة وموت ، ومبدأ ومعاد مستمر ، وعليه فلا ينبغي الشک والترديد بعد ذلک في إمکان المعاد الجسماني الذي طرحه القرآن الکريم ، وأکدته الروايات الشريفة ، وأقيمت عليه الأدلة البرهانية المنطقية العقلية.
المجموعة الثانية : الآيات الدالة على القدرة المطلقة لله تعالى :
قال الله تعالى : (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ، [٤] وقال أيضاً : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ