responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 214

الصورة بشکل جلي لا يشوبه بعد ذلک شک ولا ريب ؛ لأن أغلب الاعتراضات التي ترد من قبل بعض المستشکلين تعود إلى عدم اتضاح الصورة بهذا الشکل ، ولذا يعد هذا البحث بمثابة مقدمة لدراسة ما جاء به صدرالمتألهين من دليل على ذلک ، وإليک ما ذکره ملاصدرا في الفرق بينهما :

الأول : إن کل جسد في الآخرة ذو روح ، بل حي بالذات ولا يتصور هناک بدن لا حياة له ، بخلاف الدنيا فإن فيها أجساداً غير ذات حياة وشعور ، والذي فيه حياة ، فإن حياته عارضة له زائدة عليه. [١]

الثاني : إن أجساد هذا العالم « الدنيا » قابلة لنفوسها على سبيل الاستعداد ونفوس الآخرة فاعلة لأبدانها على وجه الإيجاب ، وفي الآخرة يتنزل الأمر من النفوس إلى الأبدان. [٢]

الثالث : إنّ القوة ها هنا مقدمة على الفعل زماناً والفعل مقدم عليها ذاتاً ووجوداً. [٣]

الرابع : إنّ الفعل ها هنا أشرف من القوة ؛ لأنّه غاية لها ، وهناک القوة من الفعل ؛ لأنها فاعلة له. [٤]

الخامس : إنّ الأبدان في الآخرة وأجرامها غير متناهية على حسب أعداد تصورات النفوس وإدراکاتها ؛ لأن براهين تناهي الأبعاد غير جارية فيها ، بل في جهات وأحياز ماديين ، وليس فيها تزاحم وتضايق ، ولا بعضها من بعض في جهة ولا داخلة ، ولکل إنسان من سعيد وشقي عالم تام برأسه أعظم من هذا العالم لا ينتظم مع عالم آخر في سلک واحد ، ولکلِّ من أهل السعادة ما يريده من المسلک بأي فسحة يريدها ، فالعوالم هناک بلا نهاية کلّ منها ( كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) [٥] بلا مزاحمة شريک وسهيم. [٦]


[١] صدرالمتألهين ، کتاب العرشية ، ص ٥٤.

[٢] المصدر السابق.

[٣] المصدر السابق.

[٤] المصدر السابق.

[٥] الحديد ، ٢١.

[٦] صدرالمتألهين ، الشواهد الربوبية ، ص ٢٦٨.

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست