وقالَ الزَّمخشريُّ : عندي أَنَّ اشتقاقَهُ من قولِهِم : حِيرُوا بهذا المكانِ ، أي أَقِيمُوا ، وشاهِدُهُ ما يُحكى عن تُبَّعٍ الأكبرِ أنّه لمّا رأى أن يأتيَ خراسانَ خَلَّفَ ضعَفَةَ جُندِهِ بالموضع الّذي كانَ به وقال لهم : حِيرُوا به ، أي بهذا المكانِ ، فسُمِّي الحِيرَةَ ، والمعنى : ما أَقامَ الدّهرُ [٢].
وحُكي فيه لُغتانِ أُخريانِ : حَير الدَّهْرِ ـ كتعب ـ [٣] وحَارِيَ الدّهرِ ، ولم يرتكبُوا التَّخفيفَ في هذا لحصولِهِ بانقلاب الياءِ ـ الّتي هي عَيْنُ الكلمةِ ـ أَلِفاً.
وحَيْرَ مَا فَعَلَ : أي رُبَّمَا.
والحَائِرُ ، والحَيْرُ : موضعُ قبرِ الحسينِ 7 بكربلاءَ ؛ لأَنّه في مطمئِنٍّ من الأَرضِ ، ويُطلقُ على ما حواه سُورُ مشهدِهِ الشريفِ.
والحِيرَةُ ، بالكسر : مدينةٌ على رأْس [ ثلاثةِ أميالٍ ] [٤] من الكوفةِ ، كان يسكُنُها النّعمانُ بنُ المنذرِ ، والنِّسبةُ إليها : حِيرِيٌ ، وحَارِيٌ على غيرِ قياسٍ ..
و ـ : محلَّةٌ كبيرةٌ كانت بنيشابَور ، ينسَبُ إليها كثيرٌ من المحدِّثينَ ، والنسبةُ
[١] ومنه : ما عن ابن عمر : « فيذهب حِيْرِيَّ دهرٍ » النّهاية ١ : ٤٦٦. [٢] الفائق ٢ : ٣٥٨. [٣] كذا في النّسخ وهو تصحيف قطعاً والصّحيح أَنَّها : كعِنَبَ ، لأنّ هاتين اللّغتين منقولتان عن ابن شُمَيل وابن الاعرابي في اللّسان والقاموس والتّاج : حِيَرَ الدَّهرِ وحاريَّ الدّهر. [٤] عن معجم البلدان ٢ : ٣٢٨.
نام کتاب : الطّراز الأوّل نویسنده : ابن معصوم المدني جلد : 7 صفحه : 348