responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 74

5-إن هذه الشورى التي دل عليها قوله تعالى: وَ أَمْرُهُمْ شُورىٰ بَيْنَهُمْ [1]ليست لكل أحد، و إنما هي خاصة بأولئك المؤمنين الذين لهم تلك الصفات المذكورة في الآيات قبل و بعد هذه العبارة، و ليس ثمة ما يدل على تعميمها لغيرهم، بل ربما يقال بعدم التعميم قطعا، فقد قال تعالى: فَمٰا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتٰاعُ اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ مٰا عِنْدَ اَللّٰهِ خَيْرٌ وَ أَبْقىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، وَ اَلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ اَلْإِثْمِ وَ اَلْفَوٰاحِشَ وَ إِذٰا مٰا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ، وَ اَلَّذِينَ اِسْتَجٰابُوا لِرَبِّهِمْ وَ أَقٰامُوا اَلصَّلاٰةَ وَ أَمْرُهُمْ شُورىٰ بَيْنَهُمْ وَ مِمّٰا رَزَقْنٰاهُمْ يُنْفِقُونَ، وَ اَلَّذِينَ إِذٰا أَصٰابَهُمُ اَلْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ [2].

فهؤلاء الذين صرحت الآيات بإيمانهم و بحيازتهم لهذه الصفات، هم أهل الشورى دون أحد سواهم [3]، و ليس لغيرهم الحق في أن يشاركهم فيها، لأن ذلك الغير، لا يؤمن على نفسه، فكيف يؤمن على مصالح العباد، و دمائهم، و أموالهم، و أعراضهم؟ ! .


[1] الآية 38 من سورة الشورى.

[2] الآيات من 36 إلى 39 من سورة الشورى.

[3] و احتمال: أن يكون المعنى: ما عند اللّه خير و أبقى لجماعات مختلفة و هم: أ-الذين آمنوا. ب-الذين يجتنبون كبائر الإثم الخ. . هذا الاحتمال خلاف الظاهر هنا، فإن المراد أن الذين يجمعون هذه الصفات هم الذين يكون ما عند اللّه خير و أبقى لهم. و إلا فلو كان أحد ينتصر على من بغى عليه و لكنه غير مؤمن مثلا، فلا شك في أن ما عند اللّه ليس خيرا و أبقى له. و كذا لو كان أمرهم شورى بينهم و هم غير مؤمنين.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست