نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 62
أمه، و إن لم يظفر بأحد من نسائكم، فلعمري ليفدين رمة أمه بمال كثير، إن كان بها برا» [1].
و كانت زعيمة هذا الرأي هند زوجة أبي سفيان، فاستشار أبو سفيان أهل الرأي من قريش، فقالوا: لا تذكر من هذا شيئا؛ فلو فعلنا نبشت بنو بكر و خزاعة موتانا.
و سارت قريش حتى نزلت بذي الحليفة، و سرّحوا إبلهم في زروع المدينة، التي كان المسلمون قد أخلوها من آلة الزرع قبل ذلك، و أرسل النبي «صلى اللّه عليه و آله» بعض العيون لمراقبتهم، و أرسل أيضا الحباب بن المنذر سرّا لمعرفة عددهم و عدتهم، و قال له: إذا رجعت فلا تخبرني بين أحد من المسلمين، إلا أن ترى في القوم قلة، فرجع إليه فأخبره خاليا، و أمره الرسول «صلى اللّه عليه و آله» بالكتمان [2].
و نشير نحن هنا إلى أمرين:
الأول: معرفة النبي صلى اللّه عليه و آله بواقع أصحابه:
إن سبب أمره «صلى اللّه عليه و آله» عينه الذي أرسله إليهم بذلك واضح، فإن معرفة المسلمين بعددهم و عدتهم سوف يثبط من عزائم بعضهم، ممن اعتادوا أن يقيسوا الأمور بالمقاييس المادية، و لم يتفاعلوا بعد مع دينهم و عقيدتهم، بشكل كامل، و لا اطلعوا على تعاليم الإسلام و أهدافه، و ارتبطوا بها عقليا، و وجدانيا، و عاطفيا، و سلوكيا، بنحو أعمق و أقوى، و إنما دخلوا في