responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 52

ذلك-بزعمهم-يثير المشاعر، و يذكر الرجال بالعار الذي لحق بهم.

و مضت قريش تستعد لقتال النبي محمد «صلى اللّه عليه و آله» ، و تعبئ النفوس، و تجهز القوى الحربية لأخذ الثأر، و محو العار. و مضى اليهود الذين أصبحوا يخافون على مركزهم السياسي، و الاقتصادي في المنطقة، و على هيمنتهم الثقافية أيضا يحرضون المشركين على الثأر ممن و ترهم، و أعلنوا بالحقد، و نقض العهد، حتى كال لهم المسلمون ضربات صاعقة، هدت كيانهم، و جرحت و أذلت كبرياءهم و غرورهم.

و من جهة النبي الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» ، و من معه من المسلمين؛ فإنهم لن يتخلوا عن قبلتهم، الكعبة، و لن يتركوا قريشا و غطرستها و غرورها، لا سيما بعد تعدّيها عليهم، و ظلمها القبيح لهم، حتى اضطرهم ظلمها و تعدّيها إلى الهجرة من ديارهم، تاركين لها أوطانهم، و كل ما يملكون.

و كذلك، فإن النبي الأكرم «صلى اللّه عليه و آله» قد حاصر قريشا بمعاهداته للقبائل التي في المنطقة، و موادعاته لها، و أصبح يسيطر على طريق تجارتها، و لم يعد هذا الطريق آمنا لها، و أصبحت ترى نفسها بين فكي (كماشة) ، فلا بد لها إذا من كسر هذا الطوق، و تجاوز هذا المأزق.

و هذا ما عبّر عنه ذلك الزعيم القرشي-كما تقدم في سرية القردة- بقوله لقريش:

«إن محمدا و أصحابه قد عوروا علينا متجرنا، فما ندري كيف نصنع بأصحابه؟ لا يبرحون الساحل.

و أهل الساحل قد وادعهم، و دخل عامتهم معه، فما ندري أين نسلك، و إن أقمنا نأكل رؤوس أموالنا، و نحن في دارنا هذه فلم يكن لنا بقاء. إنما

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست