نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 354
و نزيد نحن هنا: أنه لو كان الأمر كذلك للزم أن يعطي الراية إلى أبي بن كعب، سيد القراء؛ فلماذا خص بها زيدا دونه؟ ! فإن كلا منهما من أبناء مالك بن النجار، فهل كان زيد أقرأ من أبي؟ ! الذي وصفه رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» كما في بعض الروايات بأنه أقرأ الأمة [1]، أم أن أبيا تخلف عن غزوة تبوك، فلماذا لم يعامل معاملة المتخلفين، مع أنهم يقولون: إنه شهد بدرا، و المشاهد كلها؟ ! [2].
و لماذا لا يجري النبي «صلى اللّه عليه و آله» هذه القاعدة في سائر الموارد، و ذلك بالنسبة لابن مسعود في المهاجرين، و كذا غيره ممن نص التاريخ على أنهم قد حفظوا القرآن، و جمعوه في عهد رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» ؟ ! .
زيد و جمع القرآن:
و قد أشارت رواية أخذه الراية في تبوك، إلى كثرة أخذ زيد للقرآن، كما أنهم يذكرون لزيد مقاما فريدا بالنسبة لجمع القرآن في عهد رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» ؛ إذ يقال: «إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة، التي بين فيها ما نسخ، و ما بقي، و كتبها الرسول، و قرأها عليه، و كان يقرئ الناس بها حتى مات، و لذلك اعتمده أبو بكر و عمر، و جمعه، و ولاه عثمان كتب المصاحف» [3].
[1] راجع: كتابنا حقائق هامة حول القرآن فصل: ماذا عن جمع القرآن في عهد الخلفاء؟