نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 239
و كيف يمكن الربط بين هذه الكلمات و بين قوله: «قتلانا في الجنة، و قتلاكم في النار» ؟ !
هل خشي عمر أن يكون قد سمعه أحد من المسلمين يهنئ أبا سفيان فأراد التعمية عليهم بهذه الكلمات؟ !
أم أنه أراد السخرية بالحقيقة القرآنية الثابتة ليزيد من فرحة أبي سفيان؟ ! أم أنه قصد معنى يخالف ما قصده أبو سفيان؟ ! . . إن سائر القرائن التي بأيدينا لا تؤيد هذا الاحتمال الأخير كما رأينا و سنرى.
5-لماذا كان عمر أبّر لأبي سفيان من ابن قميئة كما تقدم؟ أو ليس ابن قميئة يقاتل أعداء أبي سفيان و يفنيهم، و يقتحم الغمرات، و يواجه السيوف، و النبال، و الرماح في الدفاع عن المشركين بزعامته، و يدافع عن مصالحهم، و يعمل من أجل قهر عدوهم؟ ! و عمر أليس عدوا لأبي سفيان، و نصيرا لعدوه؟ و مقويا له عليه؟ ! .
و قد حاول البعض توجيه ذلك، بأن من الممكن أن يكون أبر بلحاظ صدقه؛ و إخباره بالواقع.
و نقول: إن هذا غير معقول، فإن عبارة أبي سفيان قد صرحت بصدق عمر، كما صرحت ببره، فلو كان المراد بالبر الصدق لم يصح منه التصريح بهما معا.
أو فقل: لم يحسن منه ذلك على الأقل.
فالمراد به: ما يعود بالفائدة عليه، و على جيشه، و هو هنا: تمكنه من الظفر بالنبي «صلى اللّه عليه و آله» و قتله، أما قول ابن قميئة فإنه يؤدي إلى نجاة الرسول «صلى اللّه عليه و آله» و هذا ما يرى فيه أبو سفيان أعظم
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 239