و هذه النظرة على درجة من البعد و العمق، فإنه إذا تجسد الدين بالشخص، فإن القضاء على ذلك الشخص يكون كافيا في القضاء على ذلك الدين. و هذه هي إحدى السياسات التي ينتهجها أعداء اللّه و الإنسان في حربهم للّه و رسوله، على مدى الأجيال.
هذا، و لا يقل موقف ابن السكن و الرجال الخمسة الأنصاريين عن موقف أنس؛ فإنه لما تفرق القوم عن رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» و هاجمه المشركون، قال «صلى اللّه عليه و آله» : من رجل يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه؟
فقام زياد بن السكن-أو ولده عمارة-في خمسة من الأنصار، فقاتلوا حتى قتلوا، ثم جاءت فئة؛ ففرقوا القوم عن رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» .
2-أبو دجانة:
و قد تقدم: أن أبا دجانة كان أول عائد مع عاصم بن ثابت، و قد ترس على رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» ، و صار يقيه بنفسه من وقع السهام، و هو منحن عليه لا يتحرك، حتى كثر في ظهره النبل، حتى استحق أن يعطيه رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» سيفا، و يمنعه غيره ممن فر، إهانة لهم، و تكريما له.
و ما ذلك إلا لأن الإسلام و نبي الإسلام، لا يضيعان عمل عامل، أيا