responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 165

عليه و آله» جواز لعن من شاء بغير سبب [1].

قال المظفر «رحمه اللّه» : نعم ربما يلعن بعض المنافقين و فراعنة الأمة، الذين ينزون على منبره نزو القردة، لكشف حقائقهم؛ إذ يعلم بابتلاء الأمة بهم، كبني أمية الشجرة الملعونة في القرآن. لكن أتباعهم وضعوا الحديث الذي صيروا فيه اللعنة زكاة، ليعموا على الناس أمرهم، و يجعلوا لعن النبي «صلى اللّه عليه و آله» لهم لغوا، و دعاءه على معاوية بأن لا يشبع اللّه بطنه باطلا، فجزاهم اللّه تعالى عن نبيهم ما يحق بشأنهم [2].

فَلاٰ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرٰاتٍ:

و مما يلفت النظر هنا: أننا نجد النبي «صلى اللّه عليه و آله» ، مع ما نالته به قريش، كان يقول-و في تلك اللحظات بالذات-: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون. و ما ذلك إلا لأنه رجل هادف، و طبيب دوار بطبه، لا يكرههم، و لا يعاديهم، لأنهم عدو، و إنما هو يكره كفرهم، و انحرافهم، و أعمالهم الشاذة، التي تعود أولا و أخيرا بالدمار عليهم و على إخوانهم من بني الإنسان. و لقد كان يذوب حسرة و شفقة عليهم، حتى عاتبه اللّه تعالى بقوله: فَلاٰ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرٰاتٍ [3].

نعم، إن النبي «صلى اللّه عليه و آله» يرأف بعدوه، و تذهب نفسه حسرات


[1] الغدير ج 11 ص 93 عن الخصائص الكبرى ج 2 ص 244، و المواهب اللدنية ج 1 ص 395.

[2] دلائل الصدق ج 1 ص 417، و راجع الغدير ج 11 ص 89-94.

[3] الآية 8 من سورة فاطر.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست