نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 156
من قبل حكام الجور و الانحراف ذريعة لقتل الأبرياء، و التخلص من خصومهم السياسيين، ثم يحتجون بأن رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» قد فعل ذلك.
5-كما أنه لا يبقى مجال للتعصبات القبلية، التي ربما تؤدي إلى خروج قبيلة بكاملها من الإسلام. و لعله لأجل ذلك نجد أبا سفيان لا يثأر لأبي أزيهر الدوسي، و كان في جواره، و منع ولده من ذلك أيضا، و قال له: «أتريد أن تفرق بين قريش؛ فيقوى علينا محمد؟ لعمري ما بدوس عجز عن طلب ثأرهم» [1].
6-هذا كله، عدا عن أنه «صلى اللّه عليه و آله» لو فعل ذلك، لخسر أبناء المقتولين، و إخوانهم، و كثيرا من عشائرهم، و أصبحت علاقاتهم به لا تقوم على أساس الحب، بل على أساس الخوف من سلطانه، الأمر الذي سوف يدفع الكثيرين منهم للبحث عن منافذ للفرار، و التخلص من هيمنة رجل قتل أحباءهم بالأمس، و لربما تصل النوبة إليهم اليوم أو غدا.
الثالث: إن موقف الرسول الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» من وحشي، و قوله له: غيب وجهك عني، إن دل على شيء؛ فإنما يدل على أن وحشيا لم يكن مسلما حقا؛ إذ لا يمكن أن يقول النبي «صلى اللّه عليه و آله» ذلك لمسلم مؤمن؛ بسبب ما كان قد ارتكبه حين كفره، فإن الإسلام يجب ما قبله. و عليه فإن التشهد بالشهادتين، و إن حقن دم وحشي، إلا أنه إنما أسلم حينما رأى البأس، بعد أن أهدر النبي «صلى اللّه عليه و آله» دمه. فإسلامه و إيمانه لا ينفعه؛ لأنه في الحقيقة لم يكن مستندا إلى الاختيار، و لا إلى القناعة