نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 153
فكان عمر بن الخطاب يقول: قد علمت: أن اللّه لم يكن ليدع قاتل حمزة. ثم مات غريقا في الخمر [1].
و نعلق على ما تقدم بأمور:
الأول: قد يقال: إن كلمة عمر في حق وحشي تشير إلى أن اللّه تعالى سوف يخذل قاتل حمزة، و لا يمده بالتوفيقات و العنايات و الألطاف؛ بل يطبع على قلبه بما عصى و اعتدى.
و لكن الحقيقة هي خلاف هذا التوجيه، فإن عمر-على ما يظهر-كان يذهب إلى أبعد من ذلك، فهو يقول: إن اللّه سوف لا يدع قاتل حمزة، بل سوف يلاحقه في كل مكان لينتقم منه بصورة مباشرة، و سوف لا يدعه و شأنه، و لن يفسح له المجال لإصلاح نفسه، و لعمل الخير، و ملازمة التقوى.
إذا، فشرب وحشي للخمر هو نتيجة لهذا التصميم الإلهي على الانتقام من هذا الرجل.
و معنى ذلك: هو أن شربه للخمر كان من فعل اللّه سبحانه، و وحشي كان مجبورا على ذلك.
نقول هذا: لأن لدينا الكثير من الدلائل و الشواهد على أن عمر كان لا يزال يعتقد بالجبر الإلهي، و أن جهود النبي «صلى اللّه عليه و آله» لم تفلح في قلع هذه الرواسب من نفسه، و نفوس الكثيرين ممن كانوا قد عاشوا في الجاهلية، و تربوا على مفاهيمها و أفكارها.
[1] السيرة الحلبية ج 2 ص 249، و تاريخ الخميس ج 1 ص 426، و اسعاف الراغبين، بهامش نور الابصار ص 86.
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 153