ثم إنهم قد رأوا: أن هذا الدين يبطل مزاعمهم، و يقضي على اليهودية، و على أحلام بني إسرائيل و قد أبطل أسطورتهم في دعواهم التفوق العلمي، و أظهر كذبهم في موارد كثيرة، و تبين لهم: أن الإسلام يعلو و لا يعلى عليه.
أضف إلى ذلك: أنه قد ظهر أن نبي الإسلام أفضل من موسى، و من سائر الأنبياء «عليهم السلام» . و أصبحوا يرون الناس يؤمنون بدين جديد، هو غير اليهودية، و هم يقولون: لاٰ تُؤْمِنُوا إِلاّٰ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ [2].
و فوق ذلك كله، فإن الإسلام يرفض إعطاء الامتيازات على أساس عرقي، و هو يساوي بينهم و بين غيرهم، و هذا ذنب آخر لا يمكن لهم الإغماض عنه بسهولة.
اليهود في مواجهة الإسلام:
لقد حاول اليهود مواجهة المد الإسلامي الكاسح بكل ما لديهم من قوة و حول. و نذكر هنا بعض ما يرتبط بالأساليب و الطرق التي حاولوا الاستفادة منها في هذا السبيل، من دون ملاحظة الترتيب بينها، لا سيما و أن بعضها متداخل في الأكثر مع بعض، فنقول: