نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 3 صفحه : 83
رابعا: إنتقام أبي ذر من قريش على ذلك النحو قد أثر فيها نفسيا، و روحيا إلى حد بعيد، و عرفها:
أنها لا يمكن أن تتعامل مع الآخرين، كما يحلو لها، و على حسب ما تشتهي، لأن الآخرين يملكون من الوسائل الفعالة للضغط عليها ما لا تجد معه حيلة، و لا تستطيع سبيلا.
خامسا: إن نجاح أبي ذر في دعوته قومه من قبيلتي غفار و أسلم، حتى إنه يستغل تشوقهم للحصول على غرائر الحنطة لطرح الخيار النهائي عليهم -إن نجاحه هذا-ليدل على أنه كان بعيد الهمة و النظر عاقلا لبيبا أريبا، يدرك أهداف الرسالة السماوية الحقة التي اعتنقها خير إدراك، و يدرك واجباته تجاهها، ثم هو ينفذ مهمته، و يقوم بواجباته على النحو الأكمل و الأمثل.
سادسا: إن محاولات أبي ذر الجادة للتعرف على صدق النبي «صلى اللّه عليه و آله» في دعواه، و إرساله أخاه أولا، ثم ذهابه هو بنفسه، و بقاءه ثلاثة أيام يبحث عن النبي الأكرم «صلى اللّه عليه و آله» ، إنما كانت بدافع ذاتي ينبع من داخله، يدفعه إلى البحث عن الحق، و العمل من أجله، و في سبيله.
و هذا يؤيد القول: بأن العقل هو الذي يحكم و يدفع إلى تعلم ما ينفع، و ما يضر، للالتزام بذاك، و الابتعاد عن هذا. بل هو أمر فطري مغروس في فطرة الإنسان و طبيعته و سجيته، حتى إنك تجد الطفل الذي يحس بألم النار ليس فقط لا يحاول بعد ذلك الاقتراب منها، و إنما هو يجهد بكل ما أوتي من قوة و حول في الابتعاد عنها.
سابعا: إن موقف علي «عليه السلام» من أبي ذر ليعكس لنا: أن هذا
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 3 صفحه : 83