responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 3  صفحه : 82

يؤكد امتيازه «عليه السلام» على غيره، ممن عاش و مارس الأمور.

كما أن اتكال أبي ذر رجل الحكمة و التبصر على دعوة علي «عليه السلام» له، و استجابته لدعوته و نزوله ضيفا عليه، يدلّ على أنه كان يرى في علي من الحكمة و الروية ما لا يراه في غيره، مهما كان فارق السن بينه و بين أولئك كبيرا.

و لقد كان «عليه السلام» يهدف إلى الحفاظ على أبي ذر من جهة، و على أن لا يلفت نظر المشركين إلى أنه يقوم بنشاط من أجل إدخال الناس في هذا الدين الجديد من جهة أخرى، و هذا الثاني هو الأهم بالنسبة إليه، فإنه لا يمكن أن يتخلى عن الدعوة في سبيل الشخص، و لكن الشخص هو الذي يضحي بنفسه و بكل ما لديه في سبيل الحفاظ على الدعوة و بقائها، و لكن هذه التضحية لا بد أن تكون في وقت الحاجة إليها، و حين يكون لا بد منها و لا غنى عنها، و إلا فلربما يكون ضررها أكثر من نفعها، أو على الأقل يكون هدرا لطاقات، و إتلافا لقدرات ربما تكون الدعوة في يوم ما بأمسّ الحاجة إليها.

ثالثا: ما فعلته قريش بأبي ذر لم يكن بسبب أن المواجهة كانت قد وقعت بينها و بين النبي «صلى اللّه عليه و آله» ؛ فإن هذه المواجهة لم تكن حصلت حينئذ، و إنما رأت في تصرف أبي ذر هذا تحديا لها، و اعتداء على شرفها، و كبريائها، و لا يقصد منه إلا تحقيرها و إذلالها، من دون مبرر ظاهر تراه و تتعقله لتصرف كهذا سواه، و لعلها أرادت من بطشها بهذا الرجل الغريب و الوحيد ردع الآخرين، و إرهابهم، و منعهم من الإقبال على الدخول في الإسلام، أو من التظاهر به.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 3  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست