نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 3 صفحه : 280
إسلام حمزة كان عن وعي لا حمية:
و الظاهر، بل الصريح من كلام حمزة «رحمه اللّه» ، و لا سيما قوله الأخير: «و ما يمنعني، و قد استبان لي منه: أنه رسول اللّه، و الذي يقول حق» أنه لم يكن في إسلامه منطلقا من عاطفته التي أثيرت و حسب، و إنما سبقت ذلك قناعة كاملة، كوّنها مما شاهده عن قرب من مواقف و سلوك، و سمعه من أقوال النبي الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» .
و قد يستفاد من قوله: أتشتمه و أنا على دينه؟ ! أن إسلامه كان متقدما على ذلك الوقت، و لكنه كان يتكتم به مراعاة للظروف، و حفاظا على الإسلام و المسلمين، الذين كانوا أضعف من أن يتمكنوا من مواجهة قريش و جبروتها.
و لربما كان بعضهم بحاجة إلى المزيد من التربية النفسية الخاصة، ليتمكن من مواجهة تلك الظروف القاسية مع المشركين.
سر جبن أبي جهل في مواجهة حمزة:
و لا بد من التذكير هنا: بأن أبا جهل، عظيم المشركين و جبارهم مع أنه كان بين أهله و عشيرته، و مع أن عشيرته قد أعلنت عن استعدادها لنصرته، فإنه كان أجبن و أذل من أن يقف في وجه أسد اللّه و أسد رسوله، و ما ذلك إلا لأنه كان من جهة:
يعلم فتوة حمزة و عزته، و شدة شكيمته و بطولته، و رأى مدى تصميمه و إصراره، و عرف مقدار استعداده للتضحية و الفداء في سبيل دينه، و عقيدته.
و من الجهة الأخرى: فإن أبا جهل إنما كان يحارب النبي «صلى اللّه عليه و آله» و يناقضه، حبا بالحياة، و من أجل الدنيا، فهو إذا لا يريد الموت
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 3 صفحه : 280