responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 3  صفحه : 281

إطلاقا، بل هو يهرب منه، و يعده خسارة له، ما بعدها خسارة.

أما حمزة «رحمه اللّه» ، فكان يعتبر الموت في سبيل هذا الدين نصرا و فوزا، تماما بالمقدار الذي يعتبره أبو جهل، و من هم على شاكلته خسرانا و ضياعا فلماذا إذا يخشى الموت و يخافه؟

بل لماذا لا يكون الموت عنده أحلى من العسل، و ألذ من الشهد؟ .

و من جهة ثالثة: فإن أبا جهل لم يكن على استعداد لأن يحارب بني هاشم في تلك الفترة، التي كان له فيها أنصار كثيرون فيهم، لأن حربه لهم لسوف تؤدي إلى أن يخسر هؤلاء الذين يلتقي معهم فكريا و عقيديا، لأنهم بحكم المنطق القبلي الذي يهيمن على مواقفهم و تصرفاتهم لن يتركوا ابن أخيهم، حتى و لو كان على غير دينهم، و قد وعدوا أبا طالب باستثناء أبي لهب أن يمنعوا محمدا ممن يريد به سوء كما تقدم.

بل إن تحرك أبي جهل في ظروف كهذه لربما يؤدي إلى ترسيخ أمر محمد، و إلى دخول الكثيرين من بني هاشم في دينه، حمية و انتصارا.

و هذا ما لا يريده أبو جهل، و لا يرغب فيه.

إذا، فقد كانت جميع الظروف تدفعه إلى الاستسلام للذل و الهوان في مقابل أسد اللّه و أسد رسوله.

و الخلاصة:

أن حب أبي جهل للحياة، و جبنه، ثم ما كان يراه من الصلاح في عدم التصعيد في مناهضة محمد و بني هاشم، قد جعله في موقف الذليل المهان، و جعل اللّه كلمة الباطل هي السفلى، و كلمة الحق هي العليا.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 3  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست