نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 28 صفحه : 235
إلى رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» . . لا يمكن قبوله، إذ لماذا لم يستكبر عن السعي من اليمامة (و هي بين مكة و اليمن) إلى المدينة، ثم يستكبر عن هذه الخطوات اليسيرة من موضع نزوله في المدينة إلى مسجدها؟ !
النبي صلّى اللّه عليه و آله يفضح نوايا مسيلمة:
و الذي نظنه هو أنه تخلف في بادئ الأمر عن الذهاب معهم إلى النبي «صلى اللّه عليه و آله» لكي يتحاشى أن يكشف النبي «صلى اللّه عليه و آله» أمره، بما أعطاه اللّه من علم الغيب، لكي يتمكن بعد ذلك من أن يتدبر الأمر مع الرحال الحنفي، ليشهد له زورا أن النبي «صلى اللّه عليه و آله» قد أشركه معه في النبوة [1].
من أجل ذلك نقول:
إنه «صلى اللّه عليه و آله» قد ضيع الفرصة على مسيلمة، حيث إنه حينما أخبروه بأن أحدهم قد بقي في الرحال أمر له من العطاء بمثل ما أمر لهم. . و قال: «أما إنه ليس بشركم مكانا» .
أي أن وجوده في الرحال لا يجعله في موضع يوجب حرمانه من العطاء، ليكون وجودهم مع رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» امتيازا لهم يخولهم أخذ العطاء دونه، فإن استحقاق العطاء و عدمه له موازين أخرى غير هذا، إذ هو يرتبط بالمعطي الذي يريد أن يعم عدله و فضله الجميع، و يريد أيضا أن يشجع الناس على الثبات على طريق الحق، و نبذ كل ما هو