كما أن بعضهم ينص على أنه قد صح عنده: أن رقية كانت أصغر من الكل حتى من فاطمة «عليها السلام» [2].
و بعد هذا، فكيف نصدق قول من يقول: إنهما تزوجتا في الجاهلية من ابني أبي لهب، ثم جاء الإسلام ففارقاهما؟
يقول المقدسي: «فزوج رسول اللّه رقية عثمان بن عفان، و هاجرت معه في الهجرتين إلى الحبشة، و أسقطت في الهجرة الأولى علقة في السفينة» [3].
نعم، كيف نصدق هذا، و نحن نعلم: أن الهجرة الأولى إلى الحبشة كانت بعد البعثة بخمس سنين، فكيف تكون رقية قد تزوجت قبل البعثة بابن أبي لهب، ثم فارقها ليتزوجها عثمان، ثم تحمل منه قبل الهجرة إلى الحبشة، و هي إنما ولدت بعد البعثة؟ !
إن ذلك لعجيب! ! و عجيب حقا! ! .
ثانيا: لقد ذكرت بعض الروايات: «أن أبا لهب قد أمر ولديه بطلاق
[2] راجع: الإصابة ج 4 ص 304 عن الجرجاني، و الاستيعاب بهامش الإصابة ج 4 ص 299،282. و في ص 281 عن الزبير بن بكار: أن عبد اللّه، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية كلهم ولدوا بعد الإسلام، و كذا في البداية و النهاية ج 2 ص 294. و نسب قريش صفحة 21.
[3] البدء و التاريخ ج 5 ص 17 و تهذيب تاريخ دمشق ج 1 ص 298.
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 2 صفحه : 214