responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 2  صفحه : 107

مكة، و له الشرف الرفيع الذي لا يدانيه و لا ينازعه فيه أحد.

فمحمد «صلى اللّه عليه و آله» إذن ليس بحاجة إلى الشرف و الزعامة ليجعل من ادّعاء النبوة وسيلة للوصول إليها، و الحصول عليها، و قد كان واضحا-لو قيست الأمور بالمقاييس العادية-أن دعواه تلك لسوف تجر عليه الكثير من المتاعب و المصائب، و يكون بذلك قد فرط بكل ما لديه من رصيد اجتماعي في هذا المجال، فاستمراره في دعوته مع وضوح أخطارها له يعتبر أمرا غير منطقي، لو كان ما يدعيه لا واقعية له.

كما أن كل أحد يكون على استعداد لقبول الدعوة من بني إسماعيل، الذين هم مهبط الوحي، و معدن الطهر، و سيأتي إن شاء اللّه تعالى في مباحث عرض الرسول «صلى اللّه عليه و آله» دعوته على القبائل، أنه لما عرض دعوته على بني عامر بن صعصعة، و رفضوا إلا أن يجعل الأمر فيهم بعده، و رفض هو، و عادوا إلى بلادهم، و تحدثوا بما كان لشيخ لهم، وضع ذلك الشيخ يده على رأسه، ثم قال:

يا بني عامر، هل لها من تلاف؟ هل لذناباها من مطلب؟ و الذي نفس فلان بيده، ما تقوّلها إسماعيلي قط، و إنها لحق؛ فأين رأيكم كان عنكم؟ [1].

ب-تلك الخصائص و المميزات في الرسول «صلى اللّه عليه و آله» نفسه، و التي أشار إليها جعفر بن أبي طالب بقوله:

«بعث اللّه إلينا رسولا منا، نعرف نسبه، و صدقه، و أمانته و عفافه» .

حتى لقد لقب ب‌(الصادق الأمين) فقد كان لذلك أثر كبير في ظهور


[1] سيأتي مصادره في الجزء الرابع من هذا الكتاب، في فصل: حتى بيعة العقبة.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 2  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست