نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 2 صفحه : 106
تنتشر بين جميع الشعوب و الدول المحيطة بها في سهولة و يسر» [1].
و طبيعي: أن هذا الدين لو كان ظهر في بلاد كسرى؛ فإن أتباع قيصر لا يتبعونه، و كذلك العكس؛ و ذلك بسبب المنافسة القائمة بين الإمبراطوريتين و الحواجز النفسية الحاكمة و المهيمنة على الأمتين.
ج-لقد بدأ «صلى اللّه عليه و آله» دعوته في مكان بعيد عن نفوذ الدولتين العظيمتين: الرومان، و الفرس، و غيرهما من الدول ذات القوة.
إذن، فلا قوة قاهرة تستطيع أن تضرب الضربة الحاسمة، و تقضي على دعوته في مهدها؛ و ذلك لأن المحيط الذي بدأ فيه دعوته، و الحجاز عموما، كانت تسيطر عليه الروح القبلية، و يطغى عليه التعصب القبلي، و القوى فيه متكافئة تقريبا، و كانت القبائل المتعددة كثيرة-فبطون قريش وحدها كانت عشرة أو تزيد-يرقب بعضها بعضا، و يخشى بعضها بأس بعض.
هذا كله، عدا عن أنها كانت تعرف: أنها إذا أرادت أن تنتهك حرمة الحرم، و يحارب بعضها بعضا؛ فإن مكانتها و احترامها-و بالتالي مصالحها الحيوية سوف تتعرض لدى سائر العرب لنكسة قاسية، إن لم تكن قاضية.
2-خصائص شخصية الرسول صلّى اللّه عليه و آله:
أ-لقد كان صاحب هذه الدعوة: محمد «صلى اللّه عليه و آله» من قريش، أعظم قبائل العرب خطرا، و قوة، و نفوذا، و التي كان ينظر إليها -كل أحد-بعين الإجلال و الإكبار، و بالأخص هو من البيت الهاشمي منها، الذي كان يمتاز بالنزاهة و الطهر، و له السيادة و الزعامة، و السؤدد في