الأصنام ، ففزعوا إلى أبي طالب لأنه مفزع اللاجي وعصمة المستجير ، وسألوه عن ذلك فرفع يديه مبتهلا الى المولى ـ جل شأنه ـ قائلا : إلهي أسألك بالمحمدية المحمودة ، والعلوية العالية ، والفاطمية البيضاء إلا تفضلت على تهامة بالرأفة والرحمة فسكن ما حل بهم. وعرفت قريش فضل هذه الأسماء قبل ظهورها ، فكانت العرب تكتب هذه الأسماء وتدعو بها عند المهمات وهي لا تعرف حقيقتها [١٧].
ومن هنا اعتمد عليه عبد المطلب في كفالة الرسول 9 فخصه به دون سائر بنيه وقال :
فقال عبد المطلب : أنظر يا أبا طالب أن تكون حافظا لهذا الوحيد الذي لم يشم رائحة أبيه ، ولم يذق شفقة أمه ، أنظر أن يكون من جسدك بمنزلة كبدك فإني قد تركت بني كلهم ، وخصصتك به ، فانصره بلسانك ويدك ومالك ، فإنه والله سيسودكم ويملك ما لا يملك أحد من آبائي ، هل قبلت وصيتي؟ قال : نعم قد قبلت ، والله على ذلك شاهد.
فقال عبد المطلب : مد يدك ، فمد يده وضرب عبد المطلب بيده على يد أبي ـ
[١٧] روضة الواعظين للقتال ص٦٩. [١٨] إختلف في إسم أبي طالب على أقوال أربعة : الأول : اسمه شيبة حكاه السيوطي في شرح شواهد المغني ص ١٣٥ مصر ، الثاني : اسمه عمران حكاه ابن حجر في الإصابة ج٤ ص١١٥ بترجمته ، الثالث : كنيته حكاه الحكام النيسابوري في المستدرك ج٣ ص١٠٨ ، عن محمد بن إسحاق ، الرابع اسمه عبد مناف نص عليه ابن حبيب في المحبر ص١٦ والطبري في التاريخ ج٦ ص٨٩ ، وابن الاثير في الكامل ج٣ ص١٥٨ ، وأبو الفدا في المختصر ج١ ص١٧٠ ، وحكاه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص٨٤ عن ابن معين ، والنويري في نهاية الأرب ج٢ ص٣٤١ ، والسيوطي في شرح الشواهد المغني ج١ ص١٣٥ ، وابن قتيبة في المعارف ص٨٨ ، وعند ابن حجر في الإصابة : أنه المشهور ، وفي عمدة الطالب ص٥ نجف هو الصحيح وبذلك نطقت وصية أبيه عبد المطلب فإنه قال :