نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 389
وثانياً
: أنّ قوله : (
وكلاهما مترادفان في المعنى بحسب ظاهر عبارته ) ، كلام خالٍ عن التحصيل فيا ليته
لم يسطّره في التسجيل.
أمّا
أوّلاً ؛ فلما قرّرناه
من أنّ معنى ( اجعل ) غير مراد أصلاً ، لا في التفريع ولا التأصيل.
وأمّا
ثانياً ؛ فلأنّ ( اجعل
) من أفعال التصيير ، و ( احسب ) من أفعال القلوب ، من الحسبان بمعنى : العلم
والإيقان. وأين ذلك من الترادف؟! ولا ينبّئك مثل خبير.
وأما
قوله : وهو بحسب
النظر لا يصلح نسبته له عليهالسلام إلى قوله ـ : لاستحالة اجتماع الأضداد.
ففيه
، أوّلاً : أنّ المعنى الذي قدّره مبنيٌّ على جعل ( هب ) بمعنى : ( اجعل ) ، وقد عرفت
ما فيه.
وثانياً
: انّه لو صحّ
جعلها بمعنى : ( اجعل ) لم يؤول معناها إلى الالتماس ، وإنّما يؤول إلى الفرض
والتنزّل ؛ لأنّه المتعارف من معانيها بحسب المحاورات الخطابيّة والمعهود بين أهل
العربيّة ، فيصير حاصل المعنى على تقدير الثبوت : فإنْ جعلتني صابراً على عذابك ؛
بأنْ أعطيتني القوّة على احتمال ذلك ، وأوزعتني الصبر على ما يصدر عليّ من جنابك ،
فكيف أصبر على فراقك؟ لأنّه أعظم عليّ من جميع ما هنالك. وإنّما كان أعظم عليه لما
قرّرناه في تلك المسالك.
وثالثاً
: أنّ تعجّبه عليهالسلام وجعلني فداءه من الآلام من الصبر على الفراق والنظر إلى
كرامة الخلّاق ، وذكره لمثل هذا الكلام المشتمل على تلك المشاق ، ليس لكونه عالماً
من نفسه الاستحقاق أو مشكّكاً فيه وفي عدمه ، كما لا يخفى على مَنْ له مِنَ
المعرفة أدنى خلاق. كيف وهو القائل : « لو كُشفَ
الغطاء ما ازددتُ يقيناً » [١]؟! ( وَمَنْ يَكْسِبْ
خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً
وَإِثْماً مُبِيناً )[٢].
وإنّما الوجه
في صدور هذه الكلمات منه ومن أبنائه المعصومين الهداة ما ذكرناه