نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 388
الثاني ،
والثالث : كونها بمعنى ( احسَب ) و ( اعدُد ) القلبيّين.
الرابع : كونها
بمعنى ( اعتقد ).
الخامس : كونها
بمعنى ( اجعل ).
أمّا الأربعة
الأُولى فمحقّقة الورود ، وأمّا الخامس فعلى احتمال مرجوح ، بل منظور فيه كما يحكم
به صريح عبارة الجواب ، لِمَنْ كان من اولي الألباب.
فإنّي بعد أنْ
ذكرت المعاني الخمسة قلتُ : إلّا إنّ في الأخير إشكالاً ، إلى أنْ قلت : ويمكن
الجواب عنه بأنّ قصارى ذلك عدم الوقوف عليه ، إلى أنْ قلت : إلّا إنّ فيه أعني :
الجواب الممكن نوع تأمّل لا يخفى على المتأمّل بالتأمّل التّام.
إلى أنْ قلت :
وحينئذٍ فحاصل المعنى : فإنْ علمتني صابراً ، أو فإنْ وقع في علمك إنّي أصبر على
عذابك ، إلى آخر ما ذكرته هناك.
وكلّ هذا صريح
في أنّ معنى اجعل غير مراد ، كما لا يخفى على فطن درّاك.
وأمّا قولي :
ويجوز جعلها بمعنى : ( اجعل ) إنْ ثبت تصرّف ماضيه ، فلا يدلّ على إرادته كما لا
يخفى على نبيل نبيه ؛ لأنّه من باب القياس الاستثنائي ، وهو ما كان عين النتيجة أو
نقيضها مذكوراً فيه بالفعل ، والمراد هنا الشق الثاني ، وترتيب تقرير الدليل منه
هكذا : إنْ ثبت تصرّف ماضي ( وهب ) بمعنى : جعل ، جاز كون ( هب ) هنا بمعنى : اجعل
، لكنّه لم يثبت ، فلم يجز.
ألا ترى أنّ
نقيض النتيجة ، وهو قولنا : جاز جعلها بمعنى : ( اجعل ) ، مذكور في القياس
الاستثنائي ، كما لا يخفى على مَنْ له أدنى معرفة بالحكم المنطقي ، فيؤول المعنى
إلى قولنا : يجوز جعلها بمعنى : ( اجعل ) إنْ ثبت تصرّف ماضيه ، لكنه لم يثبت ،
فلم يجز.
وهل بين هذا
الكلام وبين الدلالة على الجواز إلّا ما بين الأهواز وشيراز ، وإنّما طوّلت بذكر
كلماتٍ من الجواب حذراً أنْ يقف على إيراده مَنْ لم يقف على كلامنا فيه ، فيقع في
باله أنّ إيراده في حيّز القبول والصواب.
نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 388