نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 386
وإنْ أهانني ) ، وتركيبها ، هو : أنّ ( هبني ) فعل أمر بمعنى : اجعلني
واحسبني ، وكلاهما مترادفان في المعنى بحسب ظاهر عبارته سلّمه الله تعالى وهو بحسب
النظر لا يصلح نسبته له عليهالسلام ، لأنّ التماسه من العزيز الكريم أنْ يجعله صابراً على
حرّ النار ، لا يخلو من أحد أمرين :
إمّا أنْ يكون
عالماً من نفسه أنّه مستحقٌّ لها ، أو مشكّك في الاستحقاق وعدمه ، وتعقيبه الكلام
بكيف الاستنكاريّة المصدّرة بفاء الجزاء لا معنى له ؛ إذ المستحقّ للنار أو
المشكّك في استحقاقه لها لا يستنكر من فراق الله وبعده عن رحمته ؛ لاستحالة اجتماع
الأضداد أيناً ومكاناً.
وتقديره سلّمه
الله ـ : فإنْ جعلتني صابراً .. الى آخره ، بعد قول الإمام عليهالسلام : « فاجعلني
صابراً على حرّ نارك » [١] كأنه من باب تعديل لكلام الإمام عليهالسلام وتحسينه لقصره عن البلاغة والفصاحة ؛ وهذا ممّا لا يليق
بشأنه. فما برح السؤال في الإشكال.
وأمّا ( إنْ )
في المثل فقد جعلها وصليّة باصطلاح أهل المعاني والبيان في كتبهم ، وليس المطلوب
ذلك ، وإنّما المطلوب كونها في كتب أهل النحو كذلك ، على قدر دعواه سابقاً ، وإلّا
فاصطلاحات أهل العلوم وتصرّفاتهم في الألفاظ والكلمات في النحو والتصريف والمعاني
والبيان والمنطق والكلام والهندسة والحساب والحكم النظرية غير خفي على مَنْ له
أدنى فطنة ومعرفة.
وأمّا كون (
الواو ) بمعنى الحال في ( وإنْ أكرمني ) فلم يثبت ، حيث إنّ استدلاله حرسه الله
تعالى لم يكن إلّا في واو ( وإنْ ) وواو ( ولَوْ ) وكلاهما من باب واحد ، وهو عين
المسئول عنه ، فإنْ حصل الدليل من غيرهما مثل : ( جاء زيدٌ وهو راكبٌ ) أو ( ركب
زيدٌ وهو مريض ) فذاك ، وإلّا فلا.
ودعوى أنّ واو
الحال لا يكون مدخولها إلّا ثابت الوقوع بظاهر اللفظ في الكلام الموجب ومنفيّاً في
الكلام المنفي ، باقٍ على حاله.