responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان    جلد : 3  صفحه : 362

بكيف ، على حدّ قوله تعالى ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ ) [١] الآية في موضع جزم على الجواب ، ولهذا قُرنت بالفاء الرابطة المقترنة بما له صدر الكلام ، وهو أحد المسائل الستّ التي تتعيّن فيها الفاء للرّبط ، على حدّ قول الشاعر :

فإنْ أهلك فذي حنقٍ لظاهُ

عليّ يكاد يلتهب التهابا [٢]

حيث دخلت على ( ربّ ) مقدّرة ، وقد تقرّر أنّ لها الصدريّة.

وقد وقع الخلاف في الجازم المقتضي للجواب في مثل هذا التركيب ، فالجمهور [٣] على أنّه بأداةِ شرطٍ مقدّرة هي وفعل الشرط ، فتقديره هنا : فإنْ تعلمني صابراً فكيف أصبر؟! والخليل وسيبويه [٤] على أنّه نفس الطلب ، لتضمّنه معنى ( إنْ ) الشرطيّة ، كما جزمت أسماء الشرط لتضمّنها معناها. واختاره أيضاً ابنُ هشام في شرح قطره [٥].

والفارسي والسيرافي [٦] على أنّه الطلبُ ؛ لنيابته عن الشرط المقدّر ، كما نصب ( ضرباً ) في ( ضرباً زيداً ) لنيابته عن اضرب لا لتضمّنه معناه.

وتفصيلُ الكلام في هذا المقام موكولٌ إلى المطوّلات بالنقض والإبرام. ونظيرُ هذه الفقرة الشريفة في هذا الإعراب قوله تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) [٧].

والكلام على الفقرة الثانية إعراباً ومعنًى يعرفُ من الكلام على الأولى ، والله العالم العاصم.


[١] البقرة : ٢٨.

[٢] مغني اللبيب ١ : ٢١٨ ، شرح شواهد المغني : ٤٦٦ ، وفيهما : ( لهب ) بدل ( حنقٍ ) ، خزانة الأدب ١٠ : ٢٦.

[٣] مغني اللبيب ١ : ٢٩٩.

[٤] مغني اللبيب ١ : ٢٩٨ ـ ٢٩٩ ، همع الهوامع شرح جمع الجوامع ٢ : ١٥.

[٥] قطر الندى وبلّ الصدى : ٨٠.

[٦] مغني اللبيب ١ : ٢٩٩ ، همع الهوامع شرح جمع الجوامع ٢ : ١٥.

[٧] آل عمران : ٣١.

نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان    جلد : 3  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست