نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 361
فهو الربّ في
الرتبة الاولى في ذاته ، وفي الثانية في مشيئته وقبل خلق خليقته ، وفي الثالثة في
أحداث المخلوقات وإبراز صور المكونات مشروطة العلل والأسباب.
والربُّ على
الإطلاق معرّفاً باللّام هو الله تعالى ، ولا يطلق على غيره من المخلوقين إلّا
مجرّداً منها أو مضافاً كربّ الدار ، نصّ عليه غير واحد من اللغويّين [١] ، وغيرهم من
الخاصّة والعامّة كالبيضاوي في ( التفسير ) [٢] ، والفيروزآبادي في ( القاموس ) [٣] ، والشيخ فخر
الدين النجفي في ( مجمع البحرين ) [٤] ، والجزري في ( الحواشي المفهّمة ) ، والطبرسي في (
الجوامع ) [٥].
وورد عن
الأئمّة الأطياب : « نزّهونا عن الربوبيّة
وقولوا فينا ما شئتم ، ولن تبلغوا » [٦] ، وهو نص صريح في الباب ، وإرخاء العنان في هذا الميدان
يفضي إلى الإسهاب ، وإلى الله المرجع والمآب.
وجملة قوله عليهالسلام : « صبرت على
عذابك » [٧] في موضع نصب على أنّها مفعول ثان ل ( هب ) ، وإنّما فصل عليهالسلام بين المفعولين بالنداء تنبيهاً على كمال الانقطاع إلى الله
وتمام الافتقار إلى مولاه ، وشدّة احتياجه في كلّ لحظة ولفظة إلى إمداده وإسعافه
وإسعاده في نيل مرامه ومراده في مبدئه ومعاده.
وآثر الجملة
الفعليّة تنبيهاً على تجدّد الصبر وحدوثه عند تجدّد كلّ بليّة وحدوثها ، والتسليم
والرضا بما يحدث عليه من الكروب ، وكلّ ما يفعل المحبوبُ محبوب.
واختار عليهالسلام الجملة الماضويّة على الجملة الاستقباليّة لتنزيل ما هو
للوقوع ولو فرضاً كالواقع ، وهو في العربيّة شائع وفي كلام الفصحاء والعرب العرباء
ذائع.
وقوله عليهالسلام : « فكيف أصبرُ
على فِراقك » [٨] جملةٌ مسوقة للتّعجب المدلول عليه
[١]
كتاب العين ٨ : ٢٥٦ رب ، الصحاح ١ : ١٣٠ ربب ، لسان العرب ٥ : ٩٤ ربب.