نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 340
العدم ، ألا ترى أنّه صرّح أيضاً بملازمة ( تعلّم ) للأمر ، مع ورودها
للماضي؟ صرّح به الأزهري في ( التصريح ) واستشهد له بقول بعضهم : ( تعلّمت أنّ
زيداً خارجٌ ) ، أي : علمت [١].
ويؤيّده أنّ
الفيروزآبادي أطلق كونها بمعنى الجعل [٢] ، ولم ينصّ على عدم التصرّف ، ولو صحّ عنده لنصّ عليه
كما نصّ عليه في ( هب ) ، على أنّه لا مانع من جعل كلام هذا الإمام شاهداً على هذا
المرام ، إلّا إنّ فيه نوع تأمّل لا يخفى على المتأمّل بالتأمّل التّام.
وكلُّ هذه
الوجوه مشتركة في الدلالة على معنى التنزّل في تسليم الحجّة وفي المناسبة لهذا
المقام العظيم ، كما يحكم به الذوق السليم والطبع المستقيم.
لا
يقال : لمّا كانت
أسماءُ الله وصفاته جلّ شأنُه توقيفيّة أي : يتوقّف وصفُه وتسميته بشيء منها على
الورود عن الشارع ، فلا يوصف ولا يسمّى إلّا بما وصف وسمّى به نفسه ، أو وصفه
وسمّاه بها حججه ، ولا يتجاوز عنه إلى غيره وإنْ كان معناه صادقاً عليه تعالى لم
يصلح شيء من معانيها المذكورة.
لِأنّا
نقول : أوّلاً : إنّ الإطلاق عليه هنا إطلاق إسنادي ، والممنوعُ منه المتوقّف على الورود
أنّما هو الإسناد الاسمي أو الوصفي ، ألا ترى أنّه أُطلق عليه تعالى : المعرفة ،
والخذلان ، والمقاتلة ، والتعريف ، واللعن ، والإدخال ، والإخراج ، ففي الخبر
المشهور : « لا يعرفك يا عليّ ،
إلّا الله وأنا » [٣] .. الى آخره ، وفي غير واحد من الزيارات المأثورة
والأدعية المشهورة : « اللهمَّ اخذل من خذله » [٤] ، وفي القرآن ( قاتَلَهُمُ اللهُ
أَنّى يُؤْفَكُونَ )[٥] ، وفي الدعاء : « اللهم عرّفني نفسك » [٦] .. الى آخره ،
وقال تعالى ( وَإِنْ يَدْعُونَ
إِلّا شَيْطاناً