نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 339
فنقول : إنّ بيان معنى الفقرة العالية الشريفة والدرّة الغالية الطريفة
يتوقّف على بيان معاني اللفظة المنيفة ، ونهايةُ ما وقفتُ عليه من معانيها خمسةٌ :
الأوّل
: ما صرّح به
جمعٌ من النحويّين كالشيخ ياسين بن صلاح الدين [١] ، والسيوطي [٢] ، وزكريّا ، من أنّها بمعنى : ظُنَّ بضمّ الظّاء.
الثاني
، والثالث : ما صرّح به الفيروزآبادي في ( القاموس ) [٣] والحريري في (
درّة الغوّاص ) من أنّها بمعنى : ( احسُبْ ) و ( اعدُدْ ) القلبيّين.
الرابع
: ما صرّح به
ابن هشام في ( شرح الشذور ) [٤] وموضع من ( التوضيح ) من أنّها بمعنى : اعتقد.
الخامس
: ما يظهر من
عبارة الفيروزآبادي في ( القاموس ) وابن هشام في ( التوضيح ) والسيوطي في ( البهجة
المرضيّة في شرح الألفيّة ) [٥] : من أنّها بمعنى : اجعل وصيّرْ ، ففي ( القاموس ) :
ووهبني الله فداءك ، أي : جعلني [٦]. وفي ( التوضيح ) بعد أنْ عدّ وهبَ من أفعال التصيير ،
مثّل له بقولهم : وهبني الله فداءك [٧]. ومثله قال السيوطي في ( البهجة المرضيّة ) [٨].
إلّا إنّ في
الأخير إشكالاً ، وهو أنّ ابن هشام في ( التوضيح ) [٩] صرّح بأنّ (
وهب ) بمعنى جعل غير متصرّف ، فلا يشتقّ منه أمرٌ ولا غيره.
ويمكن الجواب
عنه بأنَّ قصارى ذلك عدم الوقوف عليه ، وهو لا يدلّ على
[١]
عالم فاضل محقّق ، انتهت إليه رئاسة القضاء والحسبة الشرعيّة في بلاد البحرين ، له
مصنفات كثيرة منها : معين النبيه على رجال مَنْ لا يحضره الفقيه ، الروضة العلية
في شرح الألفية ، الفوائد العربية. أنوار البدرين : ٢٢١ ٢٢٣.
[٥]
قال أبو طالب رحمهالله
في الحاشية : المشهور أنّ ( البهجة ) بالباء الموحدة التحتانية ، وهي في اللغة
بمعنى : الحُسنْ والسرُور ، وقال الشيخ المحشي : هي بالنون وهي في اللغة بمعنى :
الطريق. النهجة المرضيّة في شرح الألفيّة ١ : ١١.