نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 243
التامّ والنيابة العامّة بأزمّتها أنْ يخوض في هذه العلوم لردّ الخصوم.
تجزّؤ الاجتهاد
ثمّ إنّ بعض
العلماء جوّز تجزّؤ الاجتهاد ، مستدلّاً بقوله عليهالسلام : « يعلم شيئاً
من قضايانا » [١] ؛ لأنّ « شيئاً
» نكرة في سياق
الإيجاب.
وزيّفه بعضٌ
بأنّ « من » فيه بيانيّة لا
تبعيضيّة ، فلا دليل فيه.
وهو معارَضٌ
بأنّ كونها للتبيين قليلٌ ، حتى أنكره قومٌ ، وقومٌ خصّوه بما إذا كان بعد ( ما ) و
( مهما ) كقوله تعالى ( ما نَنْسَخْ مِنْ
آيَةٍ )[٢] ، و ( مَهْما تَأْتِنا بِهِ
مِنْ آيَةٍ )[٣]. وكونها للتبعيض كثيرٌ ، والحمل على الكثير خيرٌ من
الحمل على القليل.
نعم ، يقال :
ليس المراد معرفة جميع القضايا والأحكام ؛ لتعذّر الاطّلاع على جميع ما ورد عنهم عليهمالسلام ، بل المراد معرفة ما تيسّر منها بحسب الإمكان أو القدر
الوافر منها ، أو ما يتعلّق بتلك الواقعة كما هو المفهوم من قوله عليهالسلام : « يعلم شيئاً
من قضايانا ».
وأمّا ما قاله
بعض المشايخ المعاصرين [٤] من أنّ قوله عليهالسلام : « شيئاً » إشارة إلى أنّ العلوم التي خرجت منهم لإرشاد غيرهم
وهم المكلَّفون ، ومنهم حملة علومهم على تعدّد مراتبهم إلى بلوغ نهاية ما يمكن
بعضٌ من كلّ بعيدٌ يأباه سياق الكلام ، راجع إلى ما أراد نفيه في المقام ، إذ
معرفة ذلك البعض كلّه أيضاً ممّا لا تبلغه قدرة غير المعصوم عليهالسلام ، كما لا يخفى على ذوي الأفهام من سائر الأنام ، فضلاً
عن الجهابذة العظام ، والله أسأل التوفيق وحسن الختام.
وهذا ما سنح
بالفكر القاصر والفهم الكليل الحاسر على زيادة من البلبال وتشتّت من البال ،
والمرجوّ من الناظر الخبير والناقد البصير عدم المسارعة في الردّ والمقال ، وأنْ
ينظر إلى ما قيل لا إلى مَنْ قال ، وإسدال سجف العفو على ما يجده من الهفو ، بعد