نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 235
أتى لهم أصاب الصواب ومن استقلّ برأيه خاب ، وليس كذلك علمكم هذا السراب ،
إذ لم يرد خبر واحد عن الأطياب ، أو ادّعى أحدٌ من العلماء الفضلاء أو الطلّاب أنّ
علم المنطق له وجوه وظهور وبطون إلى سبعة أو سبعين ، أو فيه محكم ومتشابه كالكتاب
، فاعتبروا يا أُولي الأبصار والألباب.
فلو ورد أو
ادُّعي سلّمنا لكم وقلنا : هذا من ذاك القبيل ، ولزمنا معكم سلوك هذا السبيل ،
لكنّه داخل في عموم ما لم يخرج عن أهل هذا البيت ، فهو باطل ومن ساحة القبول زائل.
ويكفي في
بطلانه اعتراف ذويه بأنّ علومهم اليونانيّة ما دخلت على دولة شرعيّة إلّا أفسدتها
وأوقعت الخلاف بين أهلها ، كما حكاه بعض علمائنا الثقات عن الصفدي :
( إنّ المأمون
لمّا [ هادن [١] ] بعض ملوك النصارى أظنّه صاحب جزيرة قبرص طلب منه
خزانة كتب اليونان ، وكانت [ عندهم [٢] ] مجموعة في بيت لا يظهر عليها أحد ، فجمع الملك خواصّه
من ذوي الرأي واستشارهم في ذلك ، فكلّهم أشاروا بعدم تجهيزها إليه إلّا عالماً
واحداً منهم قال : جهّزها إليهم ، فما دخلت هذه العلوم على دولة شرعيّة إلّا
أفسدتها وأوقعت بين علمائها ) [٣]. انتهى.
وما أحسن قول
الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي على ما نقله عنه الشيخ سليمان ابن عبد الله
البحراني في بعض فوائده ، ما هذا لفظه : ( فعلى هذا يكون الزائد عمّا يحتاج إليه
من العلوم الدينية كالمنطق والحكمة ، والرياضية والأدبية ، وغير ذلك كلّه فضل لا
يضرّ مَنْ جهله ولا ينفع مَنْ علمه بنصّ الرسول والأئمّة ، بل يكون الاشتغال به في
مثل زماننا هذا سفهاً وحراماً ، لإفضائه إلى ترك الواجب ، كما لا يخفى على مَنْ
يؤمن بالله واليوم الآخر ) انتهى. وهو حقّ مبين وقويٌّ متين.
[١]
في المخطوط : ( داهن ) ، وما أثبتناه من المصدر.