نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 234
استنباط ذلك الفرع من الأصل وهو الخبر ، وإلّا لم يكن نائباً. وإنْ كان
الثاني فلا عبرة به ، بل الواجب خلافه.
وأمّا علم
الكلام فالمقصود منه معرفة الله وصدق الرسول وإمامة الأئمّة ، وهو مشترك بينه وبين
سائر المكلّفين ، على أنّ المعرفة فطرية كما استفاضت به الأخبار المعصوميّة ، وما
في الآيات والروايات منه كافٍ لذي الرواية ، ولا حاجة إلى الاطّلاع على ما حقّقه
المتكلّمون من أحكام الجواهر والأعراض ومعرفتهما ، وما اشتملت عليه كتبهم من
المقدّمات والاعتراضات وأجوبة الشبهات.
وأمّا علم
الميزان فقد تقدّم أنّه لا يقبله مَنْ قصر علمه على مناطيق الأخبار ، بل لا
يجوّزه.
وأمّا قول
بعضهم : ( إنّ ردّ الفروع إلى أُصولها مفتقر إلى علم الميزان ) فهو كلامٌ خال عن
البرهان ساقط عن الميزان ؛ لأنّه أنّما كان من علوم اليونان كما اعترف به جملة من
الأعيان ، وحاشا أنْ يتمّ به دين الديان ؛ ولأنّه لو كان محتاجاً إليه لعلّمه
الأئمّةُ شيعتَهم كما علّموهم ما يحتاج إليه في الفقه كالقياس بأنواعه والإجماع
وغيرهما ؛ لأنّهم لا ينكرون علم الأئمّة به.
وأمّا ما
ادّعوه من كونه عاصماً للأذهان فيكذِّبه الوجدان ؛ لأنّ كلّاً من المتنازعين
يستدلّ بإشكاله على حقّ وباطل ، مع اعترافهم بوجود القضايا الكاذبة فيه ، ولا يكفي
اشتراطهم في الإنتاج تسليم المقدّمات ؛ لأنّ كلّاً من المتنازعين لا يسلّم دعوى
الثاني فيتوقّف على إثباتها من دليل آخر ، فيكون ذلك الشكل المستدلّ به كالحكم
المحتاج إلى دليل لا هو نفس الدليل.
ولا يجدي ما
قاله البعض من أنّه كالقرآن ؛ لأنّه يُستدلّ به على الحقّ والباطل ، فكما لا يضرّ
هذا بالقرآن لا يضرّ بعلم الميزان ؛ لأنّا نقول : أين الحقّ من الباطل؟ وأين
المطوّق من العاطل؟ لأنّ هذا الوجه في القرآن أنّما كان لاشتماله على الظهور
والبطون ، والمحكم والمتشابه ، وقد جعل عليه ربّه حفظةً وبوّاباً ورعاةً ونوّاباً
، فمَنْ
نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 234