نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 200
ولكن يحتمل فيه عدم استقصاء التفتيش ، كما يوجد في كلام كثير من الأصحاب من
دعوى الإجماع مع وجود المخالف ، وهو كما مرّ ؛ إمّا لعدم اعتداده بقول المخالف ،
أو لعدم اطّلاعه عليه أو تأخّره عن الإجماع ، أو عدم اطّلاع المخالف على الإجماع ،
أو لأنّه اقتصر على نقل مَنْ تقدّمه ، ولعلّ السابق لم يعتدّ بقول المخالف ؛
لمعلوميّتة عنده أو ضعف دليله.
فهذه
الاحتمالات جارية في دعوى عدم الخلاف ، وعدم الاعتداد بقول المخالف لمعلوميّته لا
يضرّ في الإجماع الصريح ، بخلاف السكوتيّ فإنّه لا بدّ فيه من كمال التفتيش ،
ويقدح فيه وجود المخالف وإن كان معلوم النسب.
البحث الخامس : في
الإجماع المحصَّل.
وهو الذي يحصل
بالاطّلاع على كثير من أقوال الفرقة المحقّة وأعمالهم وفتاويهم بالتسامع شيئاً
فشيئاً ، حتى يحصل للمستنبط المستوضح قطعٌ بأنّ الفتوى والعمل مطابقان لفتوى
إمامهم وعمله ، بحيث لو ورد عن الإمام خبرٌ يخالف ما أجمعوا عليه حصل لذلك
المتتبّع محمل صريحٌ يصرفه إليه ويحمله عليه ، ولا يقدح فيه عروض مخالف له ؛
لتراكم القرائن وتطابقها واتّحاد أقوالهم وأعمالهم أو اتّفاقها.
وهذه من الطرق
التي يعرف بها قول الإمام عليهالسلام كما مرّ ، فيحصل العلم بمذهب الإمام جعفر بن محمَّد عليهماالسلام بفتوى جماعة من خواصّه كزرارة وأتباعه. كما نعلم أنّ
الشافعيّة مذهبهم كاشفٌ عن مذهب محمّد بن إدريس الشافعي ، وأنّ قوله داخلٌ في
أقوالهم ، كما نعلم أنّ أقوال الأئمّة الأربعة داخلة في أقوال متابعيهم.
فإنْ
قيل : هذا لا يحصل
إلّا مع الاتّفاق وعدم حصول مخالف بأخبار كلّ من القائلين عن اختياره ، ومع العلم
بصدقه بأن لا يخالف ظاهره باطنه ، وهذا متعذّر.
قلنا
: إنّا لا نعتبر
إلّا اتّفاق مَنْ يعتبر قوله ، ولا يعتبر قوله إلّا إذا كان بهذه الصفات ، وهذا
حاصل.
وقد تقدّم أنّ
وجود المخالف لا يضرّ ؛ لما عرف سابقاً ، على أنّا نقطع في بعض
نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 200