نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 189
اتّفقوا على بطلان الإسلام وتكذيب نبيّنا عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ،
وهم أكثر من أهل الإسلام أضعافاً مضاعفة لتمثيله عليهالسلام لهم بالشعرة البيضاء في الكبش الأسود [١].
ومن المعلوم
أنّ إجماعهم على ما اعتقدوه ليس دليلاً على بطلان الإسلام ؛ لأنّ إجماعهم ناشٍ من
دخول الشبهة عليهم ، وعدم إمعان النظر في الطرق الموجبة للقول بصحّة الإسلام.
لا
يقال : لو جاز عليهم
الخطأ فيما أجمعوا عليه لجاز على المتواترين الخطأ في أخبارهم ، ولو جاز لأدّى
لعدم الوثوق بشيء من الأخبار ، وبطلانه بديهيّ.
لأنّا
نقول : حجّيّة
التواتر ليست لعدم جواز الخطأ عليهم ، بل لأنّهم نقلوا نقلاً يوجب العلم الضروريّ
أو علماً لا يختلج فيه الشكّ ، فالحجّة في النقل حصول العلم بالنقل لا بمجرّد
النقل.
واحتج
مَنْ قال : إنّها من جهة النقل ، بقوله تعالى ( وَكَذلِكَ
جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ )[٢].
وجه
الاستدلال : أنّ الوسط بمعنى العدل ، ولا تكون هذه حالهم إلّا وهم خيار ، قال الله
تعالى ( قالَ أَوْسَطُهُمْ )[٣] ، أي : خيرهم ، فمَنْ عدّه الله يكون معصوماً عن الخطأ
، فقوله حجّة.
وردّ بأنّ هذا
يستلزم عدم صدور الخطأ عنهم مطلقاً لا في حال من الأحوال ولا زمن من الأزمان.
وبطلانه ضروريّ.
فإنْ
قيل : إنّ هذا مقيّد
بحال اجتماعهم.
قيل
: إنّه تقييدٌ
من غير دليل ، على أنّ المراد ؛ إمّا الشهادة في الآخرة كما ورد في الأخبار [٤] ، وهو أنّما
يستلزم العدالة عند الأداء لا التحمّل ، وإمّا في الدنيا وهو أنّما