نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 128
أقلّ
لبقائنا وبقائكم ».
قال : ثمّ قلت
لأبي عبد الله عليهالسلام : شيعتكم لو حملتموهم على الأسنّة أو على النار لمضوا ،
وهم يخرجون من عندكم مختلفين! فأجابني بمثل جواب أبيه [١].
ومثله
: رواية ابن
أَشْيَم ، قال : فلمّا خرج القوم نظر إليّ ، فقال : « يا
ابن أَشْيَم ، كأنّك جزعت ».
قلت : جعلت
فداك ، إنّما جزعت من ثلاثة أقاويل في مسألة واحدة. فقال : « يا ابن أَشْيَم ، إنّ
الله فوّض إلى داود أمر ملكه ، فقال( هذا عَطاؤُنا
فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ )[٢]وفوّض
إلى محمَّدصلىاللهعليهوآلهأمر
دينه ، فقال( ما آتاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )[٣] ، وإنّ
الله تبارك وتعالى فوّض إلى الأئمّة منّا وإلينا ما فوّض إلى محمَّدصلىاللهعليهوآله[٤] ». ويظهر منهما
وأمثالهما أنّ أحكام التقيّة لا تنافي اليقين وعدم خطأ العالمين بأخبارها.
والمراد
بالتفويض تفويض بيان الحكم الواقعي في مواضعه وحكم التقيّة في محلّه ، والسكوت
فيما لم يروا المصلحة في بيانه ، ولا ينافيه تعدّد الأجوبة ؛ لأنّ من الأشياء
أشياء موسّعة تجري على وجوه كثيرة ، وإنّ لها عند الأئمّة سبعين وجهاً ، كما رواه
في ( المحاسن ) عن عبد الأعلى بن أعْيَن ، قال :
سأل علي بن
حنظلة أبا عبد الله عليهالسلام عن مسألة وأنا حاضر فأجابه فيها ، فقال له علي : فإنْ
كان كذا وكذا؟ فأجابه بوجه آخر ، حتى أجابه بأربعة أوجه ، إلى أنْ قال أبو عبد
الله عليهالسلام : « إنّ من
الأشياء أشياء مضيّقة ليس تجري إلّا على وجهٍ واحد إلى أنْ قال ومن الأشياء أشياء
موسّعة ، تجري على وجوه كثيرة ، وهذا منها ، والله إنّ له عندي لسبعين وجهاً[٥] ».
وتلك الأجوبة
يحتمل أنْ تكون كلّها أو بعضها من باب التقيّة، لعلمهم بأنّ السائل قد يضطر إليها
، وأنْ يكون كلّها حكم الله في الواقع ، إذ ما من شيء إلّا وله ذوات وصفات
متعدّدة متغايرة تترتّب عليها أحكام مختلفة ، فلو أُجيب في كلّ فرع بجواب مخالف
للسابق كانت كلّها صادقة في نفس الأمر وإن لم يعلم السائل وجه صحّتها ،