نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 129
وجلالتها كذلك زائدة عليها كمَّاً ؛ لتواترها وعدم انقطاع أفرادها ، بل
تناهي الثانية وعدم تناهي الاولى يوجب اضمحلالها في مقابلتها ويجعلها كالمعدومة
بالنسبة إليها.
والتحقيق
: أنَّ شيئاً
ممّا ذكر لا يثمر فرقاً بين الكمّ والكيف ؛ لرجوع وجه الزيادة كيفاً إليها كمّاً
إنْ لم يكن انطباقه على الكمّ أظهر. ولا يوجبُ الزيادة الكميّة الحقيقيّة ، إذ
ليست الزيادة في نفس المعنى المصدري وإنّما هي باعتبار زيادة متعلّقة من المرحومين
، حيث عمَّ الرحمن جميع الخلق وخصّ الرحيم المؤمنين.
اللهم إلّا أنْ
يراد الفرق في الجملة ولو بالاعتبار ، فاعتبروا يا أُولي الأبصار.
الثاني
: أنَّ الرحمن
مختصٌّ به تعالى فلا يُوصَفُ ولا يُسمَّى به غيره ، دون الرحيم ، وإليه الإشارة
بقول الصادق عليهالسلام : « الرحمن
اسمٌ خاصٌّ بصفةٍ عامّة ، والرحيمُ اسمٌ عامٌّ بصفة خاصّة » [١]. انتهى.
وأمّا تسمية
مسيلمة برحمن اليمامة وقول شاعرهم فيه :
فهو تعنّتٌ في
الكفر وخروجٌ عن قانون اللغة ، فلا يعتد به.
ولهذا الاختصاص
ذهب ابن مالك ، وجماعةٌ [٣] إلى أنّه عَلَمٌ له تعالى ، ولهذا يوصف ولا يوصف به ،
والأكثر على أنّه وصفٌ مختصٌّ به لا عَلَمٌ له ، والاختصاص لا يستلزم العلميّة ،
وعدم الوصف به ؛ إمّا لأنَّه لاختصاصه به اجري مجرى العَلَم أو أنّه شرعيٌّ لا
لغويٌّ.
واستدلال بعضهم
للعلميّة بإشعار بعض الآيات بها كقوله تعالى ( الرَّحْمنُ. عَلَّمَ
،