نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 118
وأُورِدَ عليه
أنَّ تقدير التبرّك حالة الملابسة يخرجها عن حيز الاستقرار وينأى بها عن صقع ذاك
المزار ، إذ المستقر هو ما كان عامله عامّاً واجب الحذف والإضمار ، والتبرّك خاصّ
، فاعتبروا يا أُولي الأبصار.
وأُجيب بأنَّ
الفعل العامّ قد تقوم قرينةٌ تخصّصه ببعض الأفراد ، وذلك غير قادح في الاستقرار ،
فإنّا إذا قُلنا : ( زيدٌ على الفرس ) ، فالأصل مستقرٌّ ، إلَّا إنَّ المراد منه
بحسب القرينة الدالّة عليه راكبٌ.
وقد يقال :
إنَّه مع قيام القرينة على إرادة الفعل الخاصّ فلا ريب في دخوله في حيّز تعريف
اللغو وخروجه عن ضابط الاستقرار العامّ ؛ بناءً على أعمّيّة الخاصّ من الأصلي
والعرضي ، فيفضي إلى عود الكلّ إلى الاستقرار العامّ.
وبطلانُهُ غير
خفيِّ على ذي التأمُّل التامّ ؛ إذ لنا أنْ نقدِّر على تقدير إرادة الاستعانة
أيضاً ـ ( متلبِّساً ) إلّا إنّ المراد بحسب مقتضى المقام على الاستعانة ، وهو
خلاف ما صرّح به الأعلام.
ويحتمل كونها
للإلصاق أيضاً ؛ لأنَّه أدخل في شدّةِ الملازمة ، مضافاً لأصالته فيها كما يظهر من
غير واحدٍ ، وظاهر مرويّ الصدوق في ( التوحيد ) و ( العيون ) عن الرضا عليهالسلام : أنَّه سُئِل عن معنى قول القائل : بسم الله ، فقال :
« أي ، أسِمُ
[ على [١] ] نفسي بسِمةٍ من
سمات اللهعزوجل » قيل : ما السمة؟ قال :
« العلامة » [٢].
واحتمل بعضٌ
كونها صِلةً ، أيْ زائدةً لتحسين اللفظ ، فمحلّ مجرورها حينئذٍ رفع على الابتداء ،
وخبره محذوف تقديره : كهفي أو عوني أو حصني.
ولا يخفى ما
فيه من مخالفة الأصل من وجهين ، مع عدم المقتضي لذلك في البين ، كما في تجويز بعضٍ
آخر [٣] كونها حالَّة محلّ اسم تقديره ابتدائي ، وحذف خبرها ، أي ابتدائي ثابت ،
إذ هو كما ترى.