نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 119
وإنَّما
حُرِّكت الباء حذراً من الابتداء بالساكن ؛ لأنّه إمَّا متعذِّرٌ مطلقاً سواء كان لازماً
لذاته كما في الألف ، أو لا كما في غيرها عند بعضٍ ، أو متعسّرٌ كذلك كما عند
آخرين ، أو متعذِّرٌ في الأوّل فقط كما عن أكثر المحقّقين.
وكيف كان ،
فالفرار من الابتداء به لازم بلا إشكال ؛ لنصِّ القائلين بالإمكان على عدم وقوعه
في اللغة العربيّة بحال.
وحرّكت بالكسر
دون غيره لتكون حركتها من جنس ما تحدثه ؛ لاختصاصها بلزوم الجرّ والحرفيّة ، ولم
يلتزموه في الكاف ؛ لعدم ملازمتها الحرفية ، وأمَّا اللام فالقياس فيها كالباء ،
وإنّما تفتح مع الضمير لمانع هو حصول الثقل بالانتقال من الكسر إلى غيره ، فأُوثر
الفتح لخفَّته. على أنّه نُقل عن الفارسي [١] عدم امتناع الفتح والضم في الباء لحصول الغرض بهما.
وعن بعض العرب [٢] فتحها ، إلّا
إنّه نادر في القياس والاستعمال.
الكلام على معنى الاسم
واشتقاقه
و ( اسم ) مجرور بالباء ؛ لأنَّ الاستعانة بالاسم استعانة
بالمُسمَّى على أبلغ وجهٍ ، ولأمره تعالى بالدعاء بأسمائه قال ( وَلِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ
بِها )[٣].
وقيل
: إنَّه مقحم
بين الباء ومجرورها وهو لفظ الجلالة على حدّ قول لَبِيد :
والإقحام وإنْ
كان جائزاً بل واقعاً ، إلّا إنَّه مع مخالفة الأصل لا داعي إليه مع استقامة
المعنى بغيره الذي لا محذور فيه.
وكأنّ الذي
حداه على ذلك قصد الفرار من توهّم عينيّة الاسم للمسمّى ، كما جنح إليه أكثر
الأشاعرة [٥] ، إذ الحقّ عند الإماميّة والمعتزلة هو الغيريّة [٦] كما دلّت