قال جابر : كان القوم قد كمنوا في شعاب الوادي ومضائقه ، فما راعنا إلاّ كتائب الرجال ، فانهزم بنو سليم وكانوا على المقدّمة ، وانهزم من ورائهم ، وبقي علي عليهالسلام ومعه الراية.
فقال مالك بن عوف : أروني محمّد ، فأروه محمّدا عليهالسلام ، فحمل عليه فلقيه ابن عبيد وهو أيمن بن أمّ أيمن ، فالتقيا فقتله مالك ، وفي ذلك قال الشاعر :
وثوى امين الأمين من القوم
شهيدا فاعتاض قرّة عين
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للعبّاس وكان جهوريّ الصوت : ناد في القوم وذكّرهم العهد ، يعني قوله : ( وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ )[٣].
فنادى يا أهل بيعة الشجرة الى أين تفرّون؟ اذكروا العهد. والقوم على وجوههم ، وذلك في أوّل ليلة من شوّال.
قال : فنظر النبيّ عليهالسلام الى الناس ببعض وجهه في الظلماء فأضاء كأنّه القمر ليلة البدر ، وكان عليّ بين الشعبين حتّى لم يبق فيهما مقتول ، وعاونه بعض الأنصار ، فقام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في ركاب سرجه حتى أشرف عليهم وقال : الآن حمى الوطيس [٤] :
أنا النبيّ لا كذب
أنا ابن عبد المطّلب
فما زال المسلمون يقتلون المشركين ويأسرون منهم حتّى ارتفع النهار ، فأمر النبيّ عليهالسلام بالكفّ [٥].
قال الصادق عليهالسلام : سبى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم حنين أربعة آلاف من الذراري
[١] حرب عوان : أي أشدّ الحروب ، والجذع بمعنى الشاب ، وأخبّ بتشديد الباء : أي أسرع. [٢] المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ٢١٠. [٣] الأحزاب : ١٥. [٤] الوطيس : المعركة ، وحمى الوطيس : أي اشتدّت الحرب. [٥] المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ٢١١.
نام کتاب : الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم نویسنده : الشيخ يوسف بن حاتم العاملي جلد : 1 صفحه : 182