نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 303
ولم يكن ليخفى عليه أيضا قول موسى بن عيسى ، عند ما رأى عبادة الحسين بن علي وأصحابه ، في وقعة فخ : « .. هم والله ، اكرم عند الله ، وأحق بما في أيدينا منا ، ولكن الملك عقيم. ولو أن صاحب هذا القبر ( يعني النبي (ص) ، نازعنا الملك ضربنا خيشومه بالسيف .. » [١]. والمنصور أيضا قد قرر هذه القاعدة بالذّات حينما اعترض عليه سليمان بن مهران الاعمش على قتله أولاد علي (ع) [٢].
وهذا الدرس قد أخذه الكل عن عبد الملك بن مروان ؛ فإنه عند ما قتل مصعب بن الزبير بكى ، وقال : « لقد كان أحب الناس إليّ ، وأشدهم مودة لي ، ولكن الملك عقيم ؛ ليس أحد يريده من ولد ولا والد إلا كان السيف » [٣].
بل وحتى نفس أخيه الأمين ، عند ما لم يعد له نجاة من براثن أخيه المأمون ، نراه يتذكر هذه القاعدة ، فيقول : « هيهات ، الملك عقيم ، لا رحم له .. » [٤].
ولقد عمل المأمون بهذه القاعدة ؛ فقتل أخاه ، وأعطى الذي جاءه برأسه مليون درهم ، بعد أن سجد شكرا لله ، ونصب الرأس على خشبة ليلعنه الناس ، إلى آخر ما مر تفصيله ..
وإذا كانت القضية بالنسبة إلى المأمون قضية مصير ومستقبل وقضية ملك وسلطان ؛ فطبيعي إذن أن نراه يخاطر بالخلافة ( وان كنا قدمنا أن ذلك كان منه سياسة ودهاء من أجل التمهيد لفرض ولاية العهد ) ،
[١] مقاتل الطالبيين ص ٤٥٣ ، وثمرات الأعواد ١٩٩ ، ٢٠٠ ، وشرح ميمية أبي فراس ص ٧٤. [٢] مناقب الخوارزمي ص ٢٠٨. [٣] شرح النهج للمعتزلي ج ٣ ص ٢٩٦ ، وطبقات ابن سعد ج ٥ ص ١٦٨ ، والبداية والنهاية ج ٨ ص ٣١٦. [٤] تتمة المنتهى ص ١٨٥.
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 303