لا شكّ أنَّ من قال بالقرآن الكريم صدَق
، ومن حكم به عَدَل ، ومن عمل به أُجِر ، ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم.
وكيف لا ، وهو يهدي للتي هي أقوم ، مع
كونه بياناً للناس وهدىً وموعظة للمتقين ؟
ومع هذه الحقيقة الناصعة التي طفحت بها
آيات الكتاب ، وأكدتها السُنّة النبوية بأعظم التأكيد ، إلّا إنّك قد تجد
من يسيء إلى المفاهيم القرآنية الواضحة فيه أبلغ الإساءة كمفهوم التقيّة ،
فيدّعي أنها من النفاق ! وهذا يكشف عن كون اتخاذ القرار في التخطيط لأية
مسألة فكرية تتصل بعقيدة المسلمين ، أو الأحكام الشرعية وفهمها فهماً
دقيقاً لا يناط أبداً بغير المخلص الكفوء ، خشيةً من الوقوع في الانحراف
الفكري عن قصد أو بدون قصد.