ولعلّ في مداراة الفرقة الوهابية لسائر
المسلمين في عدم تهديم قبر النبي صلىاللهعليهوآله
واظهارهم في ذلك بخلاف ما يعتقدون بشأن هدم القبور مطلقاً خير دليل على تقيتهم المداراتية.
ثالثاً
: افتاؤهم بجواز التقيّة في العبادات :
ونكتفي بأهم العبادات التي جوزوا
التقيّة فيها وقس عليها ما سواها.
١ ـ جواز التقيّة في الصلاة خلف الفاسق :
مرّ سابقاً عن ابن قدامة الحنبلي قوله :
« لا تجوز الصلاة خلف المبتدع والفاسق في غير جمعة وعيد ، فيصليان بمكان
واحد من البلد ، فان من خاف منه إن تَرَكَ الصلاة خلفه ، فإنّه يصلي خلفه
تقية ثم يعيد الصلاة ».
٢ ـ جواز ترك الصلاة تقية :
اتفق المالكية والحنفية والشافعية على
جواز ترك الصلاة المفروضة في مالو أُكره المسلم على تركها [٢].
٣ ـ جواز الإفطار في شهر رمضان تقية :
صرّح المالكية والحنفية والشافعية بعدم
ترتب الاثم على من أفطر في
[١]
تفسير المراغي ٣ : ١٣٦ ـ ١٣٧ ، وقد صرّح بجواز المداراة المعتزلة كما في مسائل
الهادي يحيى بن الحسين الرسي المعتزلي : ١٠٧ نقلناه من معتزلة اليمن / علي محمد زيد : ١٩٠
، ط ٢ ، دار العودة ، بيروت / ١٤٠٥ هـ ، وكذلك الخوارج الأباضية كما في المعتبر لأبي
سعيد الكديمي الأباضي ١ : ٢١٢ طبع وزارة التراث القومي في سلطنة عُمان / ١٤٠٥ هـ.
[٢]
الجامع لأحكام القرآن / القرطبي المالكي ١٠ : ١٨٠ وما بعدها. والمبسوط /
السرخسي الحنفي ٢٤ : ٤٨. والأشباه والنظائر / السيوطي الشافعي : ٢٠٧ ـ ٢٠٨.