وقد صرّح ابن حجر في فتح الباري بأن
العلماء حملوا الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي تبيّن أسامي أمراء
السوء وأحوالهم ، وأنّه كان يكني عن بعضه ولا يصرّح به خوفاً على نفسه منهم
، كقوله : (أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان) يشير إلى حكم يزيد
بن معاوية ؛ لأنّها كانت سنة ستين من الهجرة [٢].
تقية
ابن عباس من معاوية مع وصفه بالحمار :
أخرج الطحاوي بسنده عن عطاء أنّه قال : « قال
رجل لابن عباس رضياللهعنه
: هل لك في معاوية أوترَ بواحدة ؟ وهو يريد أن يعيب معاوية فقال ابن عباس : أصاب معاوية ».
هذا في الوقت الذي بيّن فيه الطحاوي ما
يدل على انكار ابن عباس صحة صلاة معاوية ، فقد أخرج بسنده عن عكرمة ، قال :
« كنت مع ابن عباس عند معاوية نتحدث حتى ذهب هزيع من الليل ، فقام معاوية
فركع ركعة واحدة ، فقال ابن عباس : من أين ترى أخذها الحمار ؟ ».
[١]
صحيح البخاري ١ : ٤١ كتاب العلم ، باب حفظ العلم (آخر أحاديث الباب).