ولتضمن التقيّة لهذه الخصال الثلاث
زيادة على ما فيها من طاعة وامتثال وفوائد وعوائد ، فقد حثّ عليها أمير المؤمنين علي عليهالسلام ووصفها بشيمة الأفاضل ، فقال عليهالسلام
: «
عليك بالتقيّة ، فإنّها شيمة الأفاضل »[٢] ، ونظراً لموقع التقيّة وآثارها في المنظومة الأخلاقية فقد عدّها الإمام الرضا عليهالسلام من شعار الصالحين ودثارهم [٣].
وفي المروي عن الإمام العسكري عليهالسلام : «
أشرف أخلاق الأئمة والفاضلين من شيعتنا : التقيّة ، وأخذ النفس بحقوق الاخوان »[٤].
ومن كل ما تقدم يُعلم أن منكر التقيّة
بقلبه ولسانه رجلٌ رذيلٌ ؛ لأنّها ليست من شيمته ، وكافرٌ لأنّه منكر
للتشريع الثابت بنصّ القرآن والسُنّة المطهّرة ، ومتعصب جاهل ؛ لأنّه ينكر
ضرورة عقلية متفق عليها من لدن العقلاء ، بل هو أقل رتبة من الحيوان ؛ لأنّ
الحيوان يعرف كيف يسعى لنفسه ويهرب من الخطر بفطرته ، وهذا ينكر فطرة الله
التي فطر الناس عليها جميعاً ، ويكفي على اثبات حماقته أنّه مسلوب من
فوائد التقيّة ، والتي منها ما مرّ وبعضها ما يأتي :
١٣ ـ في التقيّة تقرُّ عين المؤمن
لأنّها جُنّته ، وقد كان الإمام الباقر عليهالسلام
[١]
الخصال / الصدوق ١ : ١٤٥ ـ ١٤٦ / ١٧٢ باب الثلاثة.