لقد نادى فقهاء وأعلام التشيع بهذا
عالياً ، وكانوا النموذج الأمثل للتضحية والفداء واعلان الحق في المواقف
الحرجة ، ولا نقول هذا جزافاً فنظرة واحدة إلى كتاب شهداء الفضيلة ،
للعلامة الأميني ، تكفي دليلاً على ما نقول ، ومن الأمثلة المعاصرة على ذلك
هو ما نجده في نداءات وتصريحات الإمام الخميني رضياللهعنه
حينما رأى خطورة حكم الشاه على أُصول الإسلام وكرامته. ومن تلك التصريحات :
قوله : « إنّ التقيّة حرام ، واظهار
الحقائق واجب مهما كانت النتيجة ، ولا ينبغي على فقهاء الإسلام استعمال
التقيّة في المواقف التي تجب فيها التقيّة على الآخرين ، إنّ التقيّة تتعلق
بالفروع ، لكن حينما تكون كرامة الإسلام في خطر ، وأصول الدين في خطر ،
فلا مجال للتقية والمداراة ، إنّ السكوت هذه الأيام تأييد لبطانة الجبار ،
ومساعدة لاعداء الإسلام » [١].
وقوله أيضاً : « من العار أن نسكت على
هذه الاوضاع ، ونبدي جبناً أمام الظالمين المارقين ، الذين يريدون النيل من
كرامة الإنسان والقرآن وشريعة الإسلام الخالدة ، انهضوا للثورة والجهاد
والاصلاح ، فنحن لا نريد الحياة في ظل المجرمين » [٢].
وهكذا نجد الإمام الخميني رضياللهعنه كان في منتهى
الصراحة في رفض استخدام التقيّة مع الشاه وأعوانه ، منذ أن اكتشف أن الشاه صنيعة الاستعمار.
[١]
دروس في الجهاد والرفض : ٥٥ ـ ٥٨ نقلاً عن كتاب ايران من الداخل / فهمي هويدي : ٤٦ ـ ٤٧.